(1)
ثلاثة من علماء الفرنجة حصلوا على جائزة نوبل للفيزياء؛ لأنهم كتبوا ونشروا أبحاثا حول توسع الكون و»السوبرنوفا»، وتقول نظريتهم: إن الكون دائم الاتساع .
الغريب، ان اثنين من هؤلاء العلماء يحملان الجنسية الأمريكية ، رغم أن المرحوم كريستوفر كولمبوس وبعده أمريكو فيسبوتشي – قبل 500 عام ونيف- قاما بتوسيع العالم عن طريق اكتشاف قارتي أمريكا، بينما قامت أمريكا ذاتها –تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية- بتضييق هذا العالم .
طبعا يعرف الجميع أنها مجرد نظريات، ومن الممكن أن تُمنح جائزة نوبل في الفيزياء بعد أعوام، قد تقل أو تقصر، لعلماء قاموا بإثبات نظرية تضيق الكون ، فنحن في عصر انهيار الثوابت ،بعد أن سقطت نظرية أن الضوء هو اسرع ما في الكون، (طبعا بعد سرعة اردني ذاهب الى عزومة منسف ، أو صومالي يلاحق دجاجة)، لذلك اقترح دمج نوبل للفيزيا مع نوبل للآداب – والرواية تحديدا- على اعتبار أن الموضوع هو مجرد ابداع في التخيل.
كل هذه المقدمة لأكتب لكم عبارة رائعة قرأتها قبل سنوات ، ليس لمجرد التكرار ، بل من أجل التفكير في مدى صحتها وتطبيقها على ما تشاؤون ......تقول العبارة:
« ماذا استفيد من اتساع العالم ، وحذائي ضيق؟؟؟؟»
(2)
«أعلن رئيس هيئة البريد في اسبانيا، المدعو أنخل أجودو بأن مدريد ستقدم طابع بريد يحمل صورة الأديب البيروني الشهير ماريو بارجاس يوسا ، الفائز بجائزة نوبل للآداب، وأوضح أجودو أن اصدار طابع بريد يحمل صورة يوسا يأتي في إطار مبادرة تضم إصدار طوابع لأبرز الشخصيات في مجال الأدب والثقافة في اسبانيا ، بهدف تكريمهم». انتهى الاقتباس.
كم اتمنى أن تخطر في بال أحدنا في العالم العربي، تكريم الشخصيات المحلية والعربية والثقافية في بلادنا، بدل تكرار صور المناطق السياحية الأثرية ، التي لم نصنعها لا نحن ولا اجدادنا، ومع احترامي لهكذا مناطق، الا انه يتم تكرارها بشكل ممل على الطوابع وفي كل مكان.
من حقهم علينا وحقنا على الأبناء في المستقبل ...
|
من حقنا ان نطالب الجهات الرسمية العربية بهذه الممارسة الحضارية .
(3)
كان الأستاذ ظالما ومنحازا ، وكان يمارس التمييز التعليمي على حارات بأكملها،لذلك كثر التسرب والهروب من المدرسة، لأن الأستاذ حول، حتى المجتهدين من أبناء حارتنا ، الى اكياس ملاكمة ، يضربهم بيدية الطاعقتين دون الحاجة لاستخدام العصا كغيره من الأساتذة، حتى أصيبوا بإرتجاجات قطعت مستقبلهم الأكاديمي الى الأبد.
المهم امتلأت المدينة على مدى سنوات من التسرب الدراسى، امتلأت بالبنائين وباعة الفواكه والخضار والكهربجية وغيرهم من أصحاب المهن التي تجلب دخلا.
اشترى اكثر هؤلاء سيارات ، في وقت عزّت فيه السيارات على الموظفين ومن اكملوا دراستهم ، وعندما كانوا يمرون من جانب الأستاذ ، ويذكرونه انه هو سبب خروجهم من المدرسة، كان يعترف بذلك بفخر .
نعم، كان يعترف بذلك بفخر ، ، بأنهم لو تخرجوا موظفين أو معلمين او محامين لما امتلكوا سيارات، ولا تزوجوا ، ولا كانت اوضاعهم المالية على ما هي عليه.
على الأقل فإن الأستاذ كان يعترف بأنه اخرج الطلبة من المدرسة ، ويعزي نجاحهم المالي الى خروجهم من المدرسة ، دون أن يدافع عن نفسه ويتهمهم بالفشل مثلا، لكنّ هناك الكثيرين ممن ظلمونا على المستويين الشخصي والعام ، وما زالوا يعتقدون أنهم سبب نجاحنا وتقدمنا...ويتهموننا بالفشل.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور
|