من أب مهاجر من الكرك الى مادبا وأم سلطية مهاجرة، ولدت مهاجرا ومغتربا منذ أن تحولت البويضة الى زيجوت يجوس أوقيانوس الظلمات..مات ..مات ..مات
| ثم الى مواطن كامل الدسم ، أنادي بالإشتراكية وأنا أرتدي أسمال (عتيق) الرأسمالية ، على رأي الساخر الكبير محمد الماغوط، بلسان غوار الطوشة.
عادة، وقبلي بيوم واحد يحتفل الملاكم العالمي الملاكم العالمي محمد علي كلاي بميلاده دون أن يدرك لماذا يتراقص الناس حوله، ويشعلون الشموع ثم يطفئونها بهبل مفاجئ..... اذا نحن ابناء ذات الأسبوع ، ورغم اننا نختلف في بعض الأشياء، مع فارق بسيط في قوة ضربة اليد، الا اننا – نحن الساخرون جميعا- نشترك مع الملاكم العتيد بشعاره الكبير (يحوم كالفراشة ويلسع كالنحلة ).... ولا يمكن أن يكون المرء ساخرا الا اذا كان كذلك.
كلاي رفض الدخول في حروب لا جدوى منها وتحدى المؤسسة، وتعرض للسجن لأنه لم يقبل المشاركة في حرب الأمريكيين في فيتنام، وأنا كذلك تعرضت للسجن والاعتقال أكثر من مرة ، لأني لم اقبل السائد من فساد وافساد و(دن دن ورسن).
عدا بلا نقدا، تلقيت سنواتي صفعة صفعة،على غفلة ...عفوا . ، أما السنتان الأخيرتان فقد أعادتا لي احترامي لذاتي ..فقد شهدت هزيمة 1967طفلا، وهزيمة1973(هي هزيمة، بلا شعارات) مراهقا، وهزيمة1982 شابا، وهزيمة اوسلوا شيخا.
السنوات التي ردت لي الروح هي سنوات الربيع العربي الذي ما يزال قيد الازهار ..وما زلت متفائلا به رغم بعض النكسات والتراجعات ... اذ أن البناء صعب جدا بعد هدم وإفساد وتدمير وخيانات استمرت لعقود..... قد لا نتقدم بسهولة ، ولكن ما كان يمكن أن نتقدم أبدا، الا بعد أن نهدم القديم المترهل ..ونفلح تربة الوطن... ونزرع زهرة الحرية..صحيح أن الطريق متعرج ويمر وخطر وقد يضطرنا للتراجع أحيانا...صحيح صحيح صحيح...لكن.
لكن ..القديم تهاوى...والجديد لم يولد بعد...وهو بلا شك هو الان مثلي قبل اكثر من نصف قرن ..يعيش في مرحلة الزيجات، من آباء هاجروا من خريف هزائمهم الى ربيع البناء.... إنهم يصنعون الحياة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور
|