لغايات ترشيد الإستهلاك، والتخفيف من حمى الإستقراض من صناديق عالم النقدية والنفطية والنكدية ، وبالتالي التخفيف من غلواء التبعية المحرجة. لغايات التلاحم الأسري وتوفير الطاقة، ولغايات الرشاقة الوطنية ، ورفع نسبة الأدرينالين ، ولغايات اخرى، ربما سأكتشفها خلال كتابة باقي المقال .
لتلك الغايات ولغيرها أدعو الحكومة الى منع استيراد المواد واللواصق و الأدوية المضادة للصراصير، ومصادرة المتبقي منها في الصيدليات والدكاكين المناوبة ، لا بل أطالب الحكومة بإستيراد أدوية وعلاجات عقم تساعد على انتشار الصراصير كالدحنون في ربوع الوطن أجمع.، لأن للصرصور فوائد جمة .
على سبيل الحصر، وليس المثال، فإن الصرصار الذي يخرج فجاة من ثقب ما في الحمام
، خلال عمليات الإستحمام أو الأبصرشو يجعل المواطن يتقافز بحماس شديد، فترتفع نسبة الأدرينالين ويتنشط المواطن ويمارس الرياضة بكل أبهة.
طبعا ينبغي أن لا ننسى بأن المواطن - أو المواطنة المستحمة – تقطع حمامها ، بالتالي تقوم بتوفير المياه ، حتى يكفينا المخزون الإستراتيجي من المياه . وبالتأكيد يعرف المواطن- خلال هذه التجربة- بأن ثمة ثقوبا في أرجاء البيت ، فيقوم بإصلاحها قبل أن يستفحل الأمر وتتحول الى شقوق ، والشقوق تؤدي الى انهيارات .
وحين يتنازل الصرصور ويزور دائرة حكومة ما، فإن وجود الصراصير سيكون مبررا أمام الموظفات للقفز فوق الطاولات – رقص شعبي- ويتوقف الرجال عن العمل بحجة جديدة وبدون استخدام الحجة التقليدية المعروفة ..الكمبيوتر عطلان.
عندما نرى الصرصور نعرف بأن الصيف قد حل ، وهذا تنبؤ جوي دقيق ومبكتر ومجاني ، ننصح بإستخدامه بدل فتح النت والبحث في محركات بحث العالم عن تنبؤات الطقس عندنا. وهكذا وبدون تكنولوجيا ولا طنطلوجيا ، نصل الى الحقيقة في أبسط الطرق .
أما الجانب الإجتماعي لتواجد الصراصير ،فهو مهم جدا ، إذ حال ظهور الصرصور في غرفة القعدة مثلا، فإن الزوجة تنط فجأة الى حضن زوجها ، مهما كان بينهم من خلافات وزعل وعتب ، فيذهب الصرصور في حال سبيله ، بينما تتحسن العلاقات الأسرية تماما ويقل النكد ،وهذا ينعكس ايجابا على الصحة النفسية والجسدية للعائلة ويقلل من فاتورة الدولة في الصرف على الصحة العامة.
في قصة لكاتب فرنسي نسيت اسمه الان ، وهو الكاتب الذي تحدث في قصة للأطفال عن اهمية الجد والإجتهاد عن طريق النملة والصرصار، حيث كانت النملة تقوم بالتخزين بينما الصرصار يلهو ويلعب ، وفي الشتاء وجدت النملة الغذاء بينما مات الصرصارمن الجوع...على كل فلنفترض ان إسم كاتب قصة الأطفال هذه هو (فيرلين)، وهو قريب من اسم الكاتب الحقيقي الذي نسيته.
وقد تبدلت الأحوال فيما بعد، حيث استمر الصرصار في اللعب، حتى ربح مبلغا هائلا ، فجاء الى بيت النملة وقال لها:
- عزيزتي النملة ارجو ان تديري بالك على بيتي، لأني مسافر الى باريس للنقاهة والإستجمام ، وسأحضر لك ما تشائين من باريس.
فقالت النملة المقهورة:
- أريدك فقط أن تذهب الى بيت الكاتب (فيرلين) وتتف في صباحه .
ترى هل تنفع الصراصير في التخفيف من فاتورة الكهرباء ، وغلاء الأسعار والتخلص من ثقلاء الدم، والتقليل من الإتصالات الهاتفية على الموبايل.
ترى هل تنفع الصراصير من أجل فض الخلافات الكبرى؟
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة مهند مبيضين جريدة الدستور