وصف أمين الريحاني أتباع المذهب الزيدي في اليمن عام 1923 بأنهم الزيود حرس الإمام يحيى حميدالدين وفارضو هيبة الدوله في صنعاء آل حميد الدين ، يضعون في عماماتهم غصن الحبق شعار لوظيفتهم ويخزنون القات في أفواههم مثل كل اليمنيين.. ينتسبون الى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. أولى بلادهم من الجنوب ماويّة شمالي عدن ثم آب ويريم. عاش الزيود في اليمن مثل أتباع أي مذهب آخر من المذاهب الأسلاميّة التي حكمتها الجغرافيا في التعايش مع أتباع الأديان والمذاهب الأخرى.. خلال عهد الاماميّة والجمهوريات اليمنيه كانوا جزءا من النسيج اليمني على مختلف أطيافه.. حتى حكومة جنوب اليمن اليسارية السابقة لم يختلفوا معها.. التقينا بعض أبنائهم وبناتهم يدرسون في دول الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقيّة زمن الحرب الباردة وهذه الحاله تحسب لجمهوريّة جنوب اليمن (سابقا) لا عليها. فتقاربها مع الاتحاد السوفييتي السابق أتاح الفرصة لمئات الشباب اليمني لدراسة الهندسة والطب والعلوم مجانا. فيما كان أبناء اليمن الشمالي يعتمدون على غنى العائلة أو بعض البعثات الدراسيّة لأبناء المتنفذين في الحكومات المتعاقبة.. ظهر بدر الدين الحوثي منظّرا للجماعه في القرى والأرياف الغائرة بين الجبال. بدأ بالدروس عن التشيّع في مناطق نائيه بعض سكانها لم يشاهد السياره إلا على الشاشة الصغيرة (إذا توفرت)... نسخت دروسه على الأشرطه وطبعت في كتب توزع على الأتباع الجدد.. أصبح الزيود حوثيين نسبة إلى بدرالدين الحوثي والد حسين الحوثي ، ولم يعد لزيد بن زين العابدين اسم أو ذكر في إعلامهم لا هو ولا أباءه وأجداده من آل البيت.

منذ مئات السنين ثبتت المذاهب نسبة إلى مؤسسيها الأوائل. لم يبتدع الدعاة والأئمة الذين تتالوا على الإمامة والمشيخة مذهبا ينسب اليهما ، إلاّ ان الحوثيين ينتسبون إلى داعيتهم الذي اتكأ على تراث تبرأ منه كل أئمة الشيعة الذين بدأوا من طالب في الحوزة الى الاجتهاد الى آية الله العظمى.

لم يكتف الحوثي بالدعوة والتنظير بل بدأ حربا يصعب فهمها على المتابع للشأن اليمني منذ زمن خطف الأجانب إلى احتجاجات سكان الجنوب على حالة الفقر والبطاله حتى حرب الزيود التي طالت حدود المملكة العربيّة السعوديّة.

ترى أين كانت الدولة اليمنيّة بأجهزتها المختلفة والحوثيون يكدسون السلاح؟. ليست اليمن وحدها بل جيرانها الذين لا تغفل أجهزة مخابراتهم عن متابعة ما يجري في الخليج العربي كلّة. ولهؤلاء الجيران أصدقاء يرصدون بأقمارهم الصناعيّة حركة سيارة في شارع أو قاطف القات الأخضر في الجبال.. مهما كانت هذه الجهة التي تسلّح الحوثيين حتى تصل الفتنة الى هذه المرحلة فإن المقصود زعزعة الاستقرار في الخليج العربي.. لا يكفي ان نلعن الذي أيقظ الفتنة النائمة في اليمن أو غيرها. بل ندعو إلى سحقها بشدّة حتى لا يظهر لنا حوثي آخر ينام بسلاحه في احد شعاب الوطن العربي يشعل فتنة أخرى بضوء أخضر من أعداء أمتنا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   محمود الزيودي   جريدة الدستور