كل الدلائل تشير إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.. هناك تعبئة عسكرية لضرب إيران ترافقها تعبئة إعلاميّة لتهيئة الرأي العام في أوروبا وأمريكا لهذه الحرب.. إسرائيل في مقدمة الحشد الإعلامي ثم العسكري وهي المستفيد الأول من خلط الأوراق في المنطقة.. إذا وقعت الحرب ، وهي ستقع ، تتاح الفرصة للدولة اليهوديّة تأجيل المفاوضات مع الفلسطينيين إلى إشعار اخر وستزيد المستوطنات في الضفة الغربيّة وربما الجولان لأن ضرب إيران ومساواتها بالحاله العراقيّة والحالة الأفغانيّة ، سيفقد سوريا حليفا إستراتيجيا في المنطقة.. طبعا ستحتج روسيا ولكنها لا تستطيع التدخل عسكريّا لمساعدة إيران أو سوريا أو جنوب لبنان ، فمضادات الصواريخ بنيت على أطراف أوروبا الشرقيّة استعدادا وتحذيرا.
سيبدأ التحالف الغربي مع إسرائيل بضرب قواعد الصواريخ الإيرانيّة أولا ثم محطات توليد الكهرباء ومحطات ضخ الماء للمدن الإيرانيّة ، وقبل كل هذا ضرب ما يظهر على سطح الأرض من المفاعل النووي الإيراني.
سترد إيران بضرب القواعد العسكريّة الأمريكيّة في الخليج العربي والسفن الحربيّة التي أرسلتها إسرائيل إلى المياه الدافئة وفي حسابها حاجة العالم إلى نفط الخليج.. لن تتورّع عن ضرب ابار النفط ومصافيه وهي الأقرب لصواريخها ومدفعيتها بعيدة المدى.
ستعبر الصواريخ الإيرانيّة فوق الاراضي العربية لضرب إسرائيل وسترد إسرائيل إن لم تكن قد بادرت بالضربة الأولى في بداية الحرب.. وبما ان حرب الصواريخ هذه لم تجرّب من قبل. ولم تجرّب دقّة تصويبها فإن منطقة عبورها فوق الاراضي العربية مرشحة لسقوط بعضها وهي لا تميّز بين الصحراء والطرق السريعة والمدن والقرى.. وربما تتناثر شظاياها فوق المنطقة إذا نجحت عملية اعتراضها بصواريخ مضادّة ولن تختار إسرائيل اجواءها أو اجواء الضفة الغربيّة ميدانا لحرب السماء هذه.. ففي الضفة الغربيّة يهود يسكنون المستوطنات وجنود على طول الضفة الغربيّة لنهر الأردن.
كما هو الحال في حروب الخليج ، ستبذل الجهود في المنطقة (بين طهران وتل أبيب) للحفاظ على أرواح الناس والمنشآت الحيويّة للخدمات العامة ومواجهة نقص المنتجات النفطيّة وفي الذاكرة تقنين حركة السيارات حسب زوجيّة وفرديّة الرقم كما حدث في إحدى حروب العراق التي بدأت ولم تنته.
لن تكون حربا قصيرة الأمد: فمساحة إيران كبيرة وأسلحتها موزعة في أماكن متباعدة والطابور الخامس ضعيف جدا في إيران ، والمذهب الديني يتيح لآيات الله تعبئة الشعب للاصطفاف خلف الدولة رغم حركة المعارضة التي ظهرت خلال الانتخابات الرئاسيّة السابقة.
نتائج الحرب على إيران ستنعش الاقتصاد الأمريكي والأوروبي وحتى الصيني لبناء ما ستدمره الحرب في المنطقة بحيث تتناقص الثروات المكنوزة إن لم تتبخّر.
أتمنى لو أن هذا التنبؤ مشروع سيناريو لمسلسل تلفزيوني أكتبه في حالة ابداع خياليّة.. ولكن مجريات الأحداث في الساحة تؤكد أن الحرب قادمة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور