بودي ان استفتي عشرة خبراء في الصواريخ من جنسيات مختلفة . بالاضافة الى مجموعة من رجال مخابرات الجيوش لاضيف رأيهم الى رأي وزير الخارجية المصري الذي تحدث عن حركة صاروخ سكود من سوريا الى حزب الله كنكتة .. ووزير خارجية الكويت محمد الصباح الذي غلف حديثه ( عن ذات السكود ) في معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالسخرية مذكرا ان الصاروخ لا يحمل في حقيبة لاخفائه عن العيون . واية عيون من السماء والأرض ترقب كل شارع وزقاق في دمشق وبيروت على مدار الأربع والعشرين ساعة . طار الغراب عن الشجرة ولكنهم يصرون انه عنزة حتى لو طار بجناحين ...
يبلغ طول صاروخ سكود الحديث ما بين عشرة امتار وأحد عشر مترا وربع المتر ( علو ثلاثة طوابق ) . وقطره ثمانية وثمانون سنتيمترا . ولا يمكن حمله في شاحنة تحمل البصل او البندوره . فله عربة عسكرية خاصة به وهي اطول من الدبابات الحديثة . وحركته على أي طريق تستدعي اجراءات خاصة لتسهيل مروره فوق عربته . سكود هذا الذي يقلق اميركا واسرائيل ادخل الخدمة في جيش الاتحاد السوفيتي عام 1957 وخلال خمسين عاما جرى تحديثه وتطويره لحمل متفجرات تقليدية عالية القوة ولا يزيد مداه عن 300 كيلومتر . وهي شئ كبير لا يفلت من مراقبة الأقمار الصناعية الامريكية وطائرات التجسس الاسرائيليـة فيما لو تحرك على طريق بين سوريا ولبنان . كما تذكر وكالة نوفوستي للأنباء . وهي شاهد من اهله .
تستطيع اسرائيل ان تصنع اكثر من قصة ملفقة تسوقها وربما تصدقها فيما بعد . عن اخطار وهمية تحيق بها . لتغطي على اجراءاتها فوق الأرض الفلسطينية ، تهجير ، تهويد ، مماطلة في عملية السلام مع السلطة الفلسطينية ... وهي لعبة رائجة في قاموس السياسة الاسرائيلية منذ عهد دافيد بن غوريون الذي شارك بريطانيا وفرنسا عدوان السويس بحجة الفدائيين الذين ينطلقون من غزة . وفيما انسحب الآخرون عن قناة السويس بالخسارة . فقد ربح بن غوريون حماية حدوده الجنوبية من قبل الأمم المتحدة .
ما يحير المراقب ان الولايات المتحدة راعية السلام والحرب في الشرق الأوسط تصدق الكذبة الاسرائيلية وتبني تهديدها لسوريا على اساسها وهي تعرف انها ملفقة لإبعاد الاهتمام عن قضية السلام التي تراوح مكانها . نتمنى ان تكون كلاما في السياسة لارضاء اللوبي الصهيوني الأمريكي الذي كشر عن انيابه لإدارة الرئيس باراك اوباما .. ونتمنى ان لا تكون تشجيعا لاسرائيل على حرب جديدة تأكل الأخضر واليابس في المنطقة . فإسرائيل نزّاعة الى الحروب منذ تكوينها .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور