لم تزل أحداث ذلك الفيلم السينمائي عالقة في الذاكرة رغم مرور عشرات الأعوام على عرضه بالأسود والأبيض . فالأعمال الإبداعية المتميزة يصعب نسيانها على مر العصور .
في زمن الانهيار المالي بالولايات المتحدة . والبنوك تستولي على المنازل وتطرد اصحابها الى الشارع . والتفتيش عن الطعام في حاويات القمامة اصبح امرا عاديا .
اقامت احدى شركات التسويق بالتعاون مع محطة تلفزيون مسابقة للرقص ورصدت جائزة لفائزين اثنين ( شاب وفتاة ) تغري أي عاطل عن العمل على الاشتراك .. فهي ستنتشل الفائزين من الفقر والفاقة . وقيمتها تتيح للحالمين باكمال دراستهم . او شراء منزل بسعر بسيط في زمن الركود وهلع البنوك من تبخر السيولة بعد فقدان الأقساط الشهرية لقاء العقارات والسلع .. يشارك في المسابقة شاب قوي البنية . يجيد الرقص . كل طموحه هو اكمال دراسته الجامعية التي انقطع عنها بعد فقدان عائلته للمنزل وتسريح والده من العمل . يصل الشاب مع فتاة يلتقيها اول مّرة الى نهائيات المسابقة يتمايلان بتعب وانهاك فيما لجنة المسابقة ومذيع التلفزيون يحثونهم على الرقص بحيوية تزيد من عدد مشاهدي المحطة . بعد اعلان فوزهما يكتشفان ان العقد الذي وقعاه مع شركة التسويق ينص على خصم تكاليف المسابقة من قيمة الجائزة . يذعران بعيون نصف نائمة والمحاسبون يسلمونهما شيكا لا يساوي اجرة يوم عمل في زمن الكساد .
لا اذكر كيف هي نهاية الفيلم الذي قفز موضوعه الى ذهني وانا اقرأ خبرا عن مسابقة مماثلة كانت ستقام في ايامنا هذه على المدرج الروماني في عمان .. الراعي او منظم المسابقة لم يتغير منذ مطلع القرن الماضي . شركة تسويق . والمشروع اسمه ( بريك دانس ) والمقصود مساحة او فترة او استراحة او وقفة مع الرقص . المشاركون من طلبة الجامعات الاردنية وهواة الرقص ( ربما من العاطلين عن العمل ) .. هناك جائزة للفائزين طبعا .. ولكن الله سلم .. فقد رفض محافظ العاصمة اقامة الحفل . فالرجل كما ذكرنا سابقا ليس مسؤولا عن ضبط الأمن في العاصمة فقط . بل هو مسؤول عما يسيء الى مشاعر الناس .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور