تعتبر مويضي البرّازية المطيرية (نسبة الى قبيلة مطير) من افضل من وصف الفروسية عند البدو وابرز شجاعة الرجال وكرمهم من خلال الشعر الذي يبقى حيا في العقول ، تتناقله الأجيال بالرواية ، حتى يصل الى المدونين امثال الاستاذ الشاعر عبدالله بن محمد بن رواس الذي جمع اشعار النساء في البادية من الرواة ونشره في كتاب اهتم فيه بشرح المفردات الغامضة على الأجيال المعاصرة.
ومويضي مثل اجيالها من شعراء البدو عفيفة ومترفعة عن شتم الخصم او اهانته بل هي تمدحه وتطري افعاله. خلال غزو قبلي بين قبيلتها مطير واحد بطون عتيبة بقيادة الفارس مخلف الدغيلي.. واديرتي عنها مخلف حداني.. حدي الظوامي عن بيار بها جم.. اذا انتخى من فوق بنت الحصان.. الخيل من خوفة تفرق وتلتم.. وهي تقصد ان مخلف الدغيلي ابعدها مع قومها بقوة من يبعد الظمآن عن الماء.. وكلمة حدا (بمعنى ساق يسوق) شائعة في اشعار البدو.. مثل غيم حداه الشمالي.. أي مثل الغيوم التي تدفعها الريح الشمالية وتسوقها في السماء من مكان الى مكان.
ولها مناظرة شعرية مع شقيقتها بنّا التي تعيرها ان زوجها (بنّا) غلب زوج مويضي بالكرم والشجاعة.. شوقي غلب شوقك على هبة الريح.. ومحصّل فخر الكرم والشجاعة.. ركاب شوقي كل يوم مشاويح.. واذا لفى صكوا عليه الجماعة..
تجيبها مويضي بسخرية عجيبة عن الزوج المطواع المستعد لرعاية الأغنام والجمال.. واذا نهرته يرتاع ويسأل ماذا تريدين يا حلوتي.. وهو يجلب الحطب للبيت.. واذا اختلفت معه وضربته على ساقه لا يشتكي.. ولا يخبر الناس.. اريد مندس بوسط الجماعة.. يرعى غنمهم والبهم والبعارين.. اذا نزرته راح قلبه رعاعه.. يقول يا ها في الحشا ويش تبغين.. وان قلت هات الحطب قال طاعه.. ويعجل بجلب القدر هو والمواعين.. لو اضربه مشتدّة في كراعه.. ما هو شاكيني ولا الناس دارين.
لا شك ان امثال زوج مويضي متكرر في حياتنا المعاصرة ، وبعضهم اصبح شخصيات ساخرة في الدراما التلفزيونية والسينمائية.. ولو كان اغلب الأزواج على شاكلته ، ربما لا نسمع شكوى العنف ضد المرأة ولا تمييزها في الحياة سلبيا ، سواء كانت من القواعد او الشابات المتفجرات حيوية ونشاطا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور