قال بدوي انضرب على عينه لكثرة المصائب .." باكر يبي يقرصني عقرب .. ردّت عليه زوجته بأنين متقطع .. فال الله ولا فالك .. الشر برا وبعيد عنا .. اصر الرجل ان مصيبة قادمة ستحدث .. نام وهو يحلم بالعقرب الذي سيلدغه في الغد" .. في اليوم التالي اصبحت مقولته مثلا على السنة الناس الذين يواجهون المصائب اليومية في الحياة ..

القصة وما فيها ان جلعود رحل ببيته واغنامه قريبا من مركز الولاية بعدما ضرب القحط ضربته في البراري التي كانت مرتعا لأغنامه بعيدا عن مركز الدولة .. حتى انه لم يشاهد طربوشا خلال خمسة اعوام .. جاءت سنة المحل وطبق المثل الشهير .. الشام شامك .. اذا الدهر ضامك .. قبل ان يدق اوتاد الخيمة بين البساتين .. وقبل ان تصل الأغنام مع الراعي لتقضم اول عود اخضر .. جاء الجندرمة مع مستوفي الضرائب بطربوشه الأحمر .. سجل يا جلعود .. اولا ( بدل العسكرية ) السفر برلك .. ثانيا عدد الأغنام والفرس والجملين الذين حملا اثقالك من البرية المجدبة الى المروج الخضراء ..

في الأسبوع التالي جاء الطربوش الأحمر محاطا بعدد من فرسان الجندرمة .. كيف حالك يا جلعود ؟؟ ..... بعد المنسف فتح دفترا طويلا مخصصا له خرج خاص يستوعبه مع الدواه والأقلام .. اما رئيس الجندرمة فخرجه مشنشل بالقيود الحديدية وكرباج على اليمين وخيزرانة على اليسار .. مد ايدك على جيبتك يا جلعود .. خرجت كلمة ابشروا من فم جلعود مصحوبة بأنين الشاكي .. ضريبة العشر على الأغنام يا جلعود .. ضريبة على المراعي التي وفرتها الدولة العليا لاصحاب الأغنام المجدبين .. ضريبة على الفرس .. ضريبة على الجملين .. ضريبة على البيت المثولث لأنه قائم على ثلاثة اعمدة وهذا يعني انك لست من الطبقة الفقيرة ولا المتوسطة .. انت تقتني بندقية مارتيني يا جلعود .. صحيح انها لحماية البيت من اللصوص .. وحماية الأغنام من الذئاب .. ولكن الفرمانات الصادرة تنص على دفع الضريبة عنها .. ثم انك اشتريت حًمل قمح من السوق وطحنته في المطحنة ولم تدفع عنه الباج .. جلبت خمسة رؤوس غنم الى السوق وبعتها ووضعت ثمنها في جيبك ولم تدفع الباج ..

اعلن جلعود انه استغنى عن مياه الغوطة ومروجها الخضراء وسيرحل غدا الى برّيتة القاحلة .. خذوا نعمة الله التي تمنّون عليّ بها وانا راحل .. ابتسم صاحب الطربوش .. انت حر في الرحيل .. ولكن بعد ان تدفع الضرائب .. دخول الحمام يختلف عن الخروج يا جلعود ..

في منتصف الليل تقلب في فراشه .. ايقظ زوجته وقال جملته الشهيرة .. باكر يبي يقرصني عقرب يا حرمة ،،،،،


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   محمود الزيودي   جريدة الدستور