كنت اتوقع الزحام اياه في دائرة الجوازات.. جهزت نفسي للمدافشة حتى اصل الى الشباك قبل غيري.. الطابور طويل كما اتخيل وهناك فرصة لتخطي بعض الواقفين بحجة اني سأسأل الموظف عن امر واغادر.. فيما قصدي تقديم اوراق تجديد الجواز قبل الآخرين ، ولن اغادر الشباك الا الى المحاسبة. فوجئت بخلو القاعة الا من اثنين او ثلاثة. منهم امرأة مسنة.. ابتسم احد الموظفين ونادى.. تفضل.. هرعت ركضا وانا اظن اني بكّرت في الحضور قبل المراجعين.. تفقد المعاملة وسأل اذا كنت مشاركا بالشبكة العنكبوتية.. اجبته بالايجاب.. ختم الأوراق وهو ينصحني ان ارسلها عبر البريد الإلكتروني في المرة القادمة حتى يرسل لي الجواز بالبريد. واعطاني اسم المستخدم مع كلمة المرور واضاف انها وسيلتي لخدمات الترخيص وضريبة الدخل ودائرة الأراضي والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي والبلدية والصناعة والتجارة.. ومخالفات السيارات.

اوقفني الشرطي بالاشارة الحمراء التي تتوسطها كلمة قف وانا اقود سيارتي على احدى الطرق السريعة.. اقترب مبتسما.. انا اسف لازعاجك يا سيدي.. انت تخطيت السرعة المقررة بعشرة كيلو مترات.. تستطيع دفع قيمة المخالفة هنا.. المحاسب في السيارة.. او في المحكمة حسب موعد الجلسة.. او بالبريد قبل موعد ترخيص سيارتك.. انصحك بالدفع مسبقا حتى لا تتراكم عليك المخالفات في المستقبل.. وانصحك ان تنتبه لشواخص السرعة.. اكرر اعتذاري لازعاجك.

وصلت المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى منعطف صعب ، بسبب مغالاة اسرائيل في ثمن المستوطنات التي اخليت من سكانها ضمن معاهدة السلام تمهيدا لاسكان اللاجئين الفلسطينيين من اصحاب حق العودة فيها. الحكومة الفلسطينية تصر على ثمن البناء بالعملة الرائجة زمن بنائها.. الحكومة الاسرائيلية تطلب الثمن حسب الأسعار الحالية للاسمنت والحديد والزجاج والألمنيوم.. قررت الدول الأفريقية المساهمة مع الدول المانحة لدفع الفرق بين ما تعرضه فلسطين وما تطالب به اسرائيل لاقفال الملف الدامي الذي اشغل البشرية عدة قرون كما ان الدول المضيفة للاجئين متعجلة لتنفيذ خططها بتحويل مكان المخيمات الى حدائق وملاعب.

هذه الأحلام خرجت من زاوية عقل متفائل لاحفاد احفاده بحياة تختلف عن حاضره.. فهو على امل انه في يوم ما سيأتي الحشيش قبل ان يموت الكديش.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   محمود الزيودي   جريدة الدستور