يصف الشاعر عبدالله اللوزي حادثة تلاسن الفلاح اليماني في الشونة الجنوبية في الثلاثينات من القرن الماضي مع مأموري الصحة .. بعين الصحفي الذي شاهد بنفسه او روى عن غيره . فهو يحدد الزمان والمكان ويصف الحادثة بإختصار :
بعد ما فج الصـــباح
بالشونة صار الصــياح
صحيه او عسكر مسطاح
على قناة العــــدوان
الله من علم لــــفانا
جميل عـــده حدانـا
لو انه ع مشـــتهانا
نشريه ابغالـي الاثـماني
ويكمل رواية الاحداث على لسان بطل القصة الرئيسي ( اليماني ) .
ونحن نشعر من وصف الشاعر ان اليماني يقدم تبريرآ وإعتذارآ على
فعلته . كما هو حال من يدافع عن نفسه في مجلس قبلي أو في جلسة
أمام القاضي العشائري في ذلك الزمن :
يا الربع ما سمع منـي
مشى علي او وصـلنـي
ضربته وانه يفـــن
كن وقع والعمر دانــي
جميل او يوم اني وليته
وامن الاملاقي رميتــه
صبحي هدمت بيتــه
ثــــلاثه ايسدوا مكاني
الله من يـوم شديــد
معي صافيــة الحديــد
فعلت فعل ابو زيــد
الاســمر ابـو شــيبان
يتوجّد اللوزي على الحادثة ويخبرنا انه استقى الرواية بتفاصيل
أحداثها من الاريش الذي كان حاضرآ .. وهو يصف شاهده هذا بأنه
رجل صادق لم تروى عنه زلّة أو كذبة
الله من وقعه شنيعــة
بالشــونة شرقي الشريعة
يماني روحه يبعـــه
ما أيـحسب غالي الاثمـان
الاريش ولد الحــلال
رجـلا ما ايهرج الــزلال
حاضر ع فعل الاعيال
يـوم املاقاة الشجعــان ،
ويعود الشاعر الى احلام اليماني في الليلة السابقة وتفسيره لها عندما حدثت الكارثة فقد
قتل إثنين وجرح ثالثآ تم نقله الى المستشفى الايطالي في عمان .. وكل هذا بسبب إتهام
مأموري الصحة لبطل الرواية في القصيدة . ان قناة الري التي يستعملها مليئة بالنجيل
ويجب ان ينظفها . ونعرف من الشعر المروي ان اليماني كان غاضبآ جدآ في ذلك
الصباح (الزعل ضافي ع عيوني ) وان سلاحه كان قريبآ منه بوسط البستان
حلما حلمته بالليـــل فسرته صبحي او جميل
يا رجب الهم عديــل
عند الحكيـم الطليـاني
جميل لا اتعارض قناتي
تراني عايــف حياتي
هذا كلامك ما ايواتـي
هذي احركات الشيطان ،
لا تسوي علي حيلــة
قنــاتي مــابه نجيله
ادماغك والله لاشيلــه
ابمـــوزر ماله دخان
يالربع لا تقربـــوني
الزعل ضافي ع عيوني
واسلاحي عندي مخزون
مركوز ابوسط البسـتان
ولم تنتهي الرواية في القصيدة عند هذا الحد . ففي بقيتها وصف لأحوال امارة شرق الاردن في ذلك الزمن ... وللحديث بقية .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور