لطالما انطلقت المبادرات الخيّرة من بوابة بلاد الشام الجنوبية ( معان ). ويكفيها فخرا أن مؤسس المملكة بدأ مشاوراته مع أحرار العرب الذين تقطعت أوصال بلادهم بمعاهدة سايكس بيكو وتأسيس إمارة الشرق العربي ( المملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد ) .. من معان التي استقبلت مع الأمير جلّ رجالات بلاد الشام والعراق . وأصبحت منازل المعانيّة مضافات إيواء لهم .
في الأسبوع العالمي لمكافحة المخدّرات ساهم شباب مساجد معان بالحملة على مستوى من المسؤوليّة التي تصدت لها مساجد المسلمين منذ أن بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم إكمال دعوته في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة .
نظّم المعانيّون الشباب جنازة تعبيريّة لضحيّة تعاطي المخدرات تجوّلوا فيها داخل شوارع معان ( ويا ليتهم يأتون بها الى عمان واربد والزرقاء ) ووضعوا على السيارات وعلى ظهورهم وصدورهم شعارات تصف نتيجة تعاطي المخدرات بالانتحار البطيء والسم القاتل الذي يقتات على عقول الشباب ويعصف بهم والمخدرات ضياع للأسرة والمجتمع .
ويدلّنا الشعار ( الى أي مدى وصلت المخدرات في المدينة ) الذي أثبته شباب مساجد معان . ان هناك من انخدع بالمخدرات وانزلق في هاويتها من بعض الشباب . وهي ظاهرة غريبة جدا على مجتمعنا الاردني . الذي كان يعيب على فتيانه ( التفريع ) خلع الكوفية عن الرأس . او الأتكاء على المخدّة في المجلس . أو مقاطعة المتحدثين الكبار . وغيرها من الضوابط الاجتماعية التي بدأنا نفقدها منذ زمن .
ولعل ترانزيت عبور المخدرات عبر الاردن من بلاد منتجة الى بلاد مستهلكة ( منذ مطلع الستينات من القرن الماضي ) قد أدّى الى تجربة هذا العقار ( الآفة ) من قبل بعض الذين أدمنوه فيما بعد . ولا يغيب عن البال مساهمة اسرائيل بتسهيل عبور المخدرات الى مصر عبر الصحراء الجنوبية لبلاد الشام لتسطيل الشعب المصري . وقد حصدنا بعض نتائجه في حرب عام 1967 ولا حاجة للدخول في التفاصيل المملّة للكارثة التي لم نزل نعاني من أوجاعها حتى الآن . مبادرة شباب مساجد معان جديدة بالاهتمام والتقدير . فهي تدعو الى مكافحة كارثة اجتماعيّة تعصف بشباب العالم كلّه . وقد أصبحت موضوعا للبرامج التلفزيونية والافلام السينمائية ذات الانتاج الضخم . وتحرص دور الاعلام الكبرى من صحافة وتلفزيون واذاعة وسينما على ابراز مخاطرها على الاجيال المتعاقبة .
مبادرة المعانيّة اعادت للمسجد دوره الريادي في خدمة المجتمع عبر التوعية بالنزول من منبر الخطيب الى الشارع وهي تستحق التحية والثناء .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور