يتغنى العقيلات ببلاد الشام في مثلهم المشهور .. الشام شامك .. اذا الدهر ضامك .. فرخاء الحياة في بلاد الشام وكثرة الانهار والمزروعات والمدن والقرى العامرة هي التي تحرك البيع والشراء في اسواقها .. والعقيلات تجار .. بعضهم وصل الى بلاد فارس والهند .. وآخرون حملوا رسائل ومطبوعات العرب المعارضين للحكم العثماني بين دمشق والقدس والقاهرة التي استضافت عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم ممن بدأوا الدعوات الاصلاحية وضاق بهم صدر السلطان عبد الحميد الثاني .. في غرارات العلف وأكياس القمح والشعير التي حملوها على جمالهم وصلت من القاهرة نسخ كثيرة من كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي وتوزعت في مدن دمشق وبيروت والاستانه .. وقد وصف احد الشعراء البدو قافلة العقيلات القادمة بقوله :
يامرحبا بعقيل يومن يلفون مع طلعة الشقة تهادي الركايب
فوق عيرات من الهجن يردون وخروجهم تزهي بزين الهدايب
وهم خبراء في مواقع المياه ومواردها والطرق في صحراء كبيرة مقفرة .. وقد اختصروا طريقا من القصيم الى مصر مباشرة تمر ببلاد نجد والاردن وسيناء ومصر منها ... بريدة. قصيباء . الكهفة . سميرا . قصر العشروات . الطويلة . العلا . المويلح . حفر معان . وادي عربة . طابا . قطيا . العريش . بئر العبد .الدويدار . القنطرة الشرقية.
يروى عن احد رجال العقيلات أنه كان يتزوج ويؤسس اسرة في كل مدينة كبيرة يتاجر بها .. مثل دمشق والسلط واللد والرملة ومصر .. وقد حضرته الوفاة في بلدته بريدة بالقصيم فأوصى اولاده ان يسافروا الى تلك البلدان ليتعرفوا على إخوتهم وأخواتهم فيها .. ولعمري أن هذه الحكاية تساوي كل ما كتب من احتجاج ونقد لمعاهدة سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي الى دويلات حرمت العقيلي من تجارته بعد أن كان يسافر عبر تلك البلدان دون أن يسأله احد عن جواز سفر او فيزا .
.. وقد اشتهروا بالإخلاص والصدق في المعاملة بحيث يضرب بهم المثل في الأمانة والصدق ، يقولون في المعاملة في البيع والشراء في بلاد الشام وغيرها من البلاد ، مثالاً( خلّك عقيلي) .. أي كن صادقا وأمينا في معاملتك التجارية ...
ومن امثال العقيلات في الحذر مثل يقول .. حط بالبريق ميّه .. وقصة هذا المثل أنهم كانوا مسافرين إلى الشام في قافلة تجارية وقد انتابت منصور العبد الرحمن الشريدة ريبة في أثناء السفر من وجود قطاع طرق فقال لأحد عماله (حط بالبريق ميه) والمقصود صنع الشاي فقال له العامل.. ان ركب العقيلات قد انطلق فقال (حط بالبريق ميه) فتسبب ذلك بتأخرهم عن الركب أكثر من ساعتين ثم لحقوا برفاقهم ليجدوا أن قطاع الطرق يطلقون النار على القافلة فقال منصور لمرافقه اقترب مني واحمً ظهري فبدأ بإطلاق النار على قطاع الطرق وقتل عدداً منهم واستسلم الباقون بسبب شجاعة الرجل ومفاجأته لهم لأنهم لم يكونوا يتوقعون من يهاجمهم من الخلف ثم أمر بإشعال النار لطمأنة رفاقه وجمعهم .
وللحديث بقية ...
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور