في العالم حوالي مليار فقير جائع حسب احصاءات البنك الدولي . يعيش كل واحد منهم على دولار واحد يوميا هي دخله الوحيد . ينفق من الدولار على الطعام والماء واجرة الطبيب والدواء ( اذا توفر ) .
السبب ارتفاع اسعار الغذاء في العالم ومنها القمح والذرة والأرز وهي الطعام اليومي للفقراء والجياع مطبوخا بالماء على مائدة الأغلبية .
في المقابل نجد ازدهارا لتجارة غريبة في ثلاثة العقود الماضية . وقد اتسعت افقيا وعاموديا حتى اصبح لها مصانع وشركات عملاقة . تبيع لمن يدفع سواء مباشرة او بواسطة السماسرة الذين يبيعون وسائل القمع والتعذيب من داخل مكاتبهم .. سترة واقية من الرصاص ... درع بلاستيك شفاف مقاوم للحجارة واحيانا مقاوم للرصاص .. خوذة بساتر بلاستيكي تحمي وجه لابسها ولا تحجب عنه الرؤية .... جهاز كهربائي صاعق لشل حركة المتظاهرين .... قنابل غاز مسيلة للدموع ومعيقة لحركة التنفس .... رصاص مطاطي .... بنادق بمنظار تصويب ذكي لاقتناص الأفراد . ... سيارات مجهزة بخراطيم مياه تفوق قدرة سيارات الأطفاء . وضخ الماء فيها اقوى من ضخه في أي انبوب يصل الى الاف القرى العطشى ... يضاف الى كل هذا نفقات التشغيل ورواتب العاملين على تلك الأجهزة ومباني الأعتقال والتحفظ . وقد اهملنا ذكر العصي لآنها ارخص الأدوات المستعملة .
غريب ان تتكالب الدول الغنية على صناعة اجهزة القتل والدمار من قاذفات وصواريخ ومدافع . وقنابل ذكية في التدمير . وقذائف تزرع الأمراض في جسد الأنسان . ( بعد مرور زمن على انفجارها ) سواء أكان ضحية ام جنديا يعمل لصالح الجلاد . بينما مياه الأنهار تصب في المحيطات . لا تجد من يحوّل مسارها الى الصحاري بتكاليف تقل كثيرا عن تكاليف فريق مكافحة الشغب في بلد نامٍ .
يدهش الأنسان عندما يعرف ان نسبة الأنفاق على المحاريث وادوات الزراعة القادرة على انهاء الجوع في العالم قاطبة اقل من ربع الأنفاق على ادوات الدمار التي تقتل البشر وتدمر مرافق عيشهم من منازل وشوارع وانابيب مياه واسلاك كهرباء .
لو نزعنا انابيب الإطلاق من المدافع والدبابات الصالحة والمعطوبة ووصلناها ببعضها لامتدت حول الكرة الأرضية اكثر من عشرة اضعاف وهي تكفي لنقل ملايين الأمتار المكعبة من الماء لري الأراضي الصالحة للزراعة . وتكفي ايضا لشبكة الصرف الصحي في جميع البلدان النامية .
أي عالم شرير هذا المعكوس الأوضاع ؟؟؟
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور