استحضر الشارع العربي في ربيعه المستمر اغاني واهازيج تراثية يعود تاريخ بعضها الى زمن مقاومة الأستعمار الأوروبي للوطن العربي ... فرنسا في سوريا .. بريطانيا في الأردن ومصر والعراق .. ايطاليا في ليبيا .. ومما يلفت نظر المراقب ان أغاني واهازيج زمن الأستقلال المزيف والرخاء الذي افقر الشعوب لم يتردّد في الأحتجاجات والمظاهرات التي تعمّدت بالدم وحصدت من الأرواح ما لم يخطر على بال اي متنبئ في دوائر الأستخبارات او مراقب في مراكز الدراسات والأبحاث . التي انتفخ بها الوطن العربي بتمويل من اوروبا وامريكا التي ارادت دراسة مزاج الشعوب العربية بعد حروب الخليج ولبنان وغزّة وبينها اتفاقيات السلام مع اسرائيل .. وهي مربط الفرس في الشرق الأوسط ...
حينما بدأ سلطان باشا الأطرش ثورته على الأستعمار الفرنسي .. التي امتدت لتشمل كامل التراب السوري شاعت اهزوجة درزية ذات لحن حماسي تقول:
ابو قذيله هل هلّه
الموت ولا المذلّه
والقذيلة تصغير للقذلة وهي الشعر على مقدمة الراس فوق الجبهة .. وهي غالبا ما تكون مشروع غوى وفخر للشباب من الفعلة ... حصادين ... حراثين ... والمقاتلين وحرس القوافل والاظعان .. وهي نخوه للشباب للأستماتة في القتال .. وكثيرا ما تغزّل الشعراء بقذلة الفتاة ايضا وهم يخاطبونها بالمذكر كما هو حال الشاعر العربي العاشق على مر العصور ...
ابو قذيله بالعطر تفوح ....
رماني عالدرب وين اروح ...
الهل هلـّة يقصد بها الشاعر البارزة او الكبيرة حتى انها تظهر خارج الكوفية .
يردد المتظاهرون في حوران ودمشق حاليا اهزوجة اردنية شاعت زمن الثورة العربية الكبرى وترددت زمن الثورات السورية لمقاومة الانتداب الفرنسي . فحينما جاء ادهم خنجر واحمد مريود ورفاقهم الى مخيم الأمير عبدالله بن الحسين في عمان بعد مهاجمتهم لموكب الجنرال غورو الحاكم الفرنسي العام لسوريا عام 1921 انشدوا انشودة الحرب الشائعة في ذلك الزمن :
سيفنا يخلّي الدم شلال .. سيفنا ما يبرى صويبه
شدّ الحرايب يا ابو طلال .. ما نهاب الموت والعطيبة..
في ليبيا ترددت اهازيج الشعراء الشعبيين زمن الأحتلال الأيطالي .. والوصف والنخوة للشباب ايضا ...
وكم من طفل مشيه هيدلاوي ...
رزين العقل راوي بالثبات ...
يهضب كيف تهضيب النداوي ...
اكوال الروم منه زاعلات ...
يضرب لين دمه جا رغاوي ...
خايف من لحوق الذامات ...
ذاك شاب ( طفل ) يتبختر في سيره ذو عقل رزين وحركة ثابتة يقاتل بشجاعة اغضبت كتائب الروم وضرب حتى جرح وفار دمه بالرغوة خوفا من ان يذمه الآخرون وينعتونه بالجبن .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور