يفكر السيد وزير الثقافة بإنشاء مكتبة عامة ضمن أروقة الوزارة في شارع متفرع من شارع وصفي التل أو الجاردنز كما يحلو للبعض تسميته.
الهدف جمع اصدارات الوزارة وغيرها من انتاج المثقف الاردني واغناؤها بأمهات الكتب العربية ... لوزارة الثقافة تاريخ طويل بإنشاء المكتبات وتدميرها ... في العام 1972م اشترى عبد الرحيم عمر ( مدير دائرة الثقافة والفنون ) مكتبة الضابط المقاتل في الحرب العربية الإسرائيلية 1948م والسياسي عبد الله التل. وهي تحوي من المراجع النادرة ما يوازي خزائن مكتبة الجامعة الأردنية ومكتبة أمانة عمان الكبرى .
ابتداء من تاريخ جبل نابلس والبلقاء لاحسان النمر الى ملوك العرب لأمين الريحاني ويقظة العرب لجورج أنطونيوس وأوراق أكرم زعيتر الثمينة ... في العام 1974 اختفت الكتب مع الرفوف مع مغادرة عبد الرحيم عمر للدائرة ...جاء د. أحمد شركس من أمريكا متحمسا وأنشأ مديرية دائرة المكتبة الوطنية على الدوار الثالث بجبل عمان لصالح وزارة الثقافة.
ولم تكن مكتبة مراجع ومجلدات فقط . بل أن قانونها فوض العاملين فيها جمع وتخزين الوثائق الأردنية ومنها وثائق تأسيس المملكة بما في ذلك مراسلات شرطة االبادية مع مخافرها التي وثقت حياة الناس وكميات هطول الأمطار ومنازل القبائل وحالات الولادة والوفاة والزواج والطلاق ...
جاء وزير ثقافة من العشرين وزيرا الذين تسلموا حقيبتها واختلف مع احمد شركس في الرأي والعمل ... سعى الوزير بكل جهده لإلغاء قانون مديرية دائرة المكتبة الوطنية فأصبح مؤسسها عاطلا عن العمل ... وتحوّل الصرح الضخم الى المكتبة الوطنية التي يودع بها المؤلفون نسخة من اصداراتهم يجري ترقيمها للتوثيق كما هو الحال في الوطن العربي ..... حتى كتابة هذه السطور . تحوي مخازن مديريات الثقافة في المحافظات مئات الكتب من ابداع الأجيال القديمة ( اعادة طباعة ) والحديثة التي لم تزل تبدع .
من فارس الشدياق في مجلده الساق على الساق الى عرار شاعر الأردن للبدوي الملثم . وهي مراجع نادرة كنا نحج الى مكتبة الجامعة الأردنية للحصول على صورة منها . وبنفس الوقت هي بمتناول طالب المدرسة والجامعة والأديب الذي يتأبط انتاجه المطبوع ويدور على الوزارات والبلديات يتسوّل من يشتري كتابه المطبوع بدعم من الوزارة يأخذه الناشر كاملا أحيانا.
فثمن الكتاب في مديريات الثقافة خمسة وثلاثون قرشا أي ما يعادل ثمن رغيف سندويش الفلافل حاليا . وهو أقرب الى من يحتاجون اليه في المحافظات بدلا من السفر من معان أو المفرق الى شارع وصفي التل للحصول على زاد المعرفة ... ترى ماذا لو راجع الوزير حساباته ورصد أموال المكتبة المزمع انشاؤها للانفاق على اصدارات الكتاب وانتاج المسرحيات ومساعدة فرق الفنون الشعبية التي توثق حياتنا الثقافية والفنية والشعبية ... ففي عمان أقدم وأضخم مكتبتين في الجامعة الاردنية والأمانة . وفي كل محافظة مخزن كتب يسهل تحويله الى مكتبة .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة محمود الزيودي جريدة الدستور