حصل أول اردني في الوطن العربي قاطبة على وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في روما عام 1887 وهو الشيخ راشد الخزاعي 1850 – 1957 لقيامه باجارة وحماية المسيحيين زمن الفتنة التي بدأت شرارتها في لبنان واستشرت في بلاد الشام ابتداءً من بيروت وجبل لبنان حتى أن بعض المسيحيين في تلك الاصقاع هاجروا الى جبل عجلون طلبا للحماية ... وفي المرويات الشعبية نجد أن قبيلة الطراونة في الكرك تبرعت للمسيحيين بقطعة ارض ليبنون عليها كنيسة ... في كتاب الاستاذ الدكتور هاني العمد أحسن الربط في تراجم رجالات من السلط أورد ترجمة لعدد من أعلام السلط المسيحيين اخترت منهم شخصيتين مؤثرتين في مجتمع متلاحم رغم اختلاف الديانة ... الأول هو الأيكونوميس ايوب ابن شوباش الفاخوري 1866- 1966 والمشهور في السلط بالخوري ايوب الذي درس في السلط وتاجر مع بني حسن لحساب عائلة أبو قورة ثم جرى رسمه خوريا للروم الارثوذكس عام 1905 وعينه الملك المؤسس أول رئيس للطائفة وأصبح وكيلا للبطرك في الضفة الشرقية ورئيسا لمحكمة الكنائس وعضوا في حكومة السلط زمن الحكومات الاردنية بعد نهاية العهد الفيصلي في سوريا . وعضوا في اللجنة التي كلفت ببناء مدرسة السلط الثانوية ... يروي عنه معاصروه حبه لإصلاح ذات البين وكان يبدأ كلامه مع المختلفين ب ( وحدوا الله ) و ( صدقوا وامنوا بالله ) و ( الله وكيلك ) وحينما توفي خرجت السلط عن بكرة ابيها لتودعه الوداع الاخير ... ومن طرائفه أن فتاة كانت تحب ابن عمها وكان اهلها يريدون تزويجها لغيره فهربت مع حبيبها الى السلط وطلبت من الخوري أيوب تزويجهما فأخذهما الى بستان وأوقفهما على فرع شجرة وأجرى عقد القران حتى اذا سأله سائل كانت اجابته أنه لم يكللهما لا في السماء ولا في الارض ...

الشخصية الثالثة هو يوسف منصور العساكرية الدبابنة المشهور بيوسف السكر 1860 – 1932 ... كان عضوا في مجلس ادارة الولاية ... يعمل بالتجارة وزراعة اراضيه ... فتح بيته لاستقبال الناس والاستماع الى حاجاتهم ... استضاف الرحالة المغامرة جرترود بيل عام 1905 وتروي عنه الخاتون تمسكه بالعادات والتقاليد السلطية فهو لم يكن يسمح لزوجته بمقابلة الرجال ... حلّ الملك المؤسس ضيفا علي بيته عام 1921 ... لم يكتف بالبناء في مدينة السلط كمبنى الوكالة في وسط الساحة بل قام ببناء أول مخازن تجارية على سقف السيل الحالي واشتهرت هذه المخازن حتى الان باسم سوق السكر نسبة لبانيها ... حينما بنى السلطيون المسجد الصغير قام يوسف السكر بانارته بالمصابيح على حسابه ... وحينما توفي قام بعض المشايخ بختم القران الكريم اجرا عن روحه ...

هناك شخصية سلطية أثارت انتباهي في كتاب الدكتور هاني العمد وتمنيت لو كان بالامكان استنساخ الاف النسخ منها في زمننا هذا ... عبد القادر اليعقوب النسور 1838 – 1922 كان السلطيون يطلقون عليه لقب زنبيل الذهب والمقصود جراب أو قفة أو وعاء فقد كان الرجل مديرا للمال زمن الحكم العثماني وقد احتفظ بما في خزائنه من أموال الدولة العثمانية بعد خروجها من السلط مدة ست سنوات لم يمد يده الى متليك واحد من تلك الثروة ... ولعمري إننا بحاجة لالاف خزنة المال الحكومي من أمثال عبد القادر النسور ... قلت في البداية أن العمد ترجم ل320 شخصية من رجالات السلط في 562 صفحة من كتابه ... ومن الصعب استعراضهم جميعا في أكثر من مقال.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   محمود الزيودي   جريدة الدستور