الفنان هو ضمير الأمَّة وشاحن وجدانها زمن الهزائم والانكسارات والنهوض بعد كبوات ... يمكننا أن نملأ صفحات من الأمثلة ابتداء من مسرحيَّة المفتش العام لغوغول التي أطاحت بمحافظ موسكو قبل حوالي قرنين من الزمن وانتهاء بمسرحيًّة رضا قيصر لعلي عقله عرسان التي لم تؤثر في تغيير وظيفة فراش أو مراسل في وزارة الثقافة السوريّة ... مثلهما عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية التي أبدعها فنانون أردنيون استحقوا بعد طول عناء نقابه تنظم المهنة وترعى الشؤون الإنسانيّة لهم ولعائلاتهم ... حاليا يعاني الكثير منهم بطالة الفنان العربي في زمن الربيع العربي ... قام الزميل رمضان الرواشدة مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالتخفيف من هذه البطالة بتشغيل الكثير منهم في برامج الإذاعة والتلفزيون ( إعداد وتقديم ) بالإضافة إلى مسلسل إذاعي يومي على مدار العام . وبضعة مسلسلات تلفزيونيّه تؤمن الخبز وبعض الغموس ... كل عامين تبدأ هيزعة ولا تنتهي بانتخابات مجلس النقابة مع النقيب ... تشتد المعركة في الاستقطاب ودفع الاشتراكات من الهيئة العامة التي أصبحت أكثر من ألف عضو في مهن التمثيل والإخراج والموسيقى والخدمات المهنية ( مصور وفني صوت وإضاءة ) .

سبقت انتخابات هذا العام 21/ 3 / 2014 جهود في التكتلات واستقطاب الناخبين لإنتاج مجلس نقابة يحل مشكلة البطالة وفي البال خيمة الاعتصام التي بنيت في اللويبدة لأكثر من شهر واستقطبت وزراء ونواب ومسؤولين منهم رئيس الوزراء الحالي د. عبدالله النسور عندما كان عضوا في مجلس النواب ... من المفترض في ظل الأوضاع التي يعاني منها الفنان أن تحشد كل الجهود في الهيئة العامة لتظاهرة تطالب بحقوقه وتنتج مجلسا على مستوى الحالة التي يعاني منها ... ولكن المفاجئة بدت غريبة يوم 21 آذار الذي نحتفل فيه بذكرى معركة الكرامة وعيد الأم . فالفنان الذي اعتاد على طرح هموم ومشاكل وطنه . تغيب عن يوم التغيير في نقابته ... الهيئة العامة التي يحق لها التصويت بلغت 207 أعضاء وهي تعادل بعض الهيئات العامة لرابطة الفنانين من دون الموسيقيين . ولم يحضر من هذا العدد ما يكمل النصاب القانوني لإجراء الانتخابات بما في ذلك بعض المرشحين للمجلس ... للمرة الأولى في تاريخ النقابة ورابطة الفنانين ورابطة الموسيقيين يحدث هذا . وهي ظاهرة تستحق الدراسة والبحث طالما أن الجمهور الأردني لا يزال يتابع المسلسلات البدوية لفنانين أردنيين أصبح بعضهم في الدار الآخرة ... وطالما أصبح بعض الفنانين الأردنيين من الجنسين نجوما على الساحة العربيّة ينافسون زملاءهم العرب في القاهرة وبيروت والخليج ... إذا أخذنا بعين الاعتبار إنفاق الفنان على أسرته بدلاً من تسديد اشتراكاته لصندوق النقابة ليأخذ دوره في التغيير . فتلك ظاهرة عامة في وطن يعاني من شح الموارد والمديونيّة ... ولكن الإنتاج الفني استثمار اقتصادي وإعلامي . وقد برع زملائنا السوريين في استغلاله أيام مقاطعتنا في حروب الخليج ... فقد تدخلت الدولة السوريّة بمستويات رفيعة لتسويق إنتاج فنانيها حتى أن مسلسل باب الحارة ينتج بستة أجزاء في مائة وثمانين حلقة ... بينما مسلسل الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين الذي أسس المملكة الأردنيّة الهاشمية وحماها من شمولها بوعد بلفور ... ومسلسل مثقال الفايز الذي أدخل أول محراث ميكانيكي للأرض الأردنيّة لا يزالان حبيسا الأدراج ... لا شك أن الفن والأدب ليسا على سلم أولويات الحكومات المتعاقبة . حتى الوزراء الأدباء لم يهتموا


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   محمود الزيودي   جريدة الدستور