يقول وزير الزراعة تعقيبا على احراق اسرائيل لمزارع اردنية ان الحرائق هي "اهمال" اسرائيلي مقصود ، وهي الحرائق التي اشتعلت في عدة مناطق في الاغوار ، وتشتعل سنويا.

تبرير الوزير للاسرائيليين ، بأن الحرائق مجرد "اهمال مقصود" تبرير فاقد القيمة ضمنيا ، لان الوزير يعرف سر الحرائق ، وغيره من مسؤولين يعرفون سر الحرائق ، التي تتم بشكل مدروس اسرائيليا ، وممنهج ، ليس لتخريب الثروة الزراعية ، وليس للتسبب بدفع تعويضات للمزارعين ، فاسرائيل تحرق سنويا بشكل معد مسبقا ، كل المناطق التي تواجهها ، من غور الاردن ، لاعتبارات امنية ، وخوفا من التسلل ، من الضفة الشرقية ، وهي تشعل النار في اغلب المناطق المتشابكة ، وغير الواضحة ، امنيا ، التي تخاف ان يكمن فيها احد ، او يتسلل عبرها احد ، فهي عمليات امنية ، لتمشيط المنطقة ، وتنظيفها من اي سواتر زراعية.

عمليا ، الحرائق ليست اهمالا مقصودا ، ولا تندرج اذن في خانة الاهمال ، او حرائق الصيف العادية ، حتى لا تتحول القصة على يد الوزير وغيره الى قصة حرائق صيفية ، والى قصة "تعويضات" يتم دفعها للمزارعين ، ففي السلوك الاسرائيلي اعتداء على امن الاردن بشكل واضح وعلني غير قابل للتفسير او للتأويل في اتجاهات اخرى ، وليس ادل على ذلك من ان الحرائق التي تتم مسؤولة عنها وزارة الداخلية الاسرائيلية ، وليست وزارة الزراعة الاسرائيلية ، اي ان الملف امني بامتياز ، وسنتذكر انه مع كل الاتصالات التي تجري حاليا ، فان اسرائيل ستواصل حرق المناطق الغامضة امنيا ، بالنسبة لها ، لاعتبارات امنية ، لا علاقة لها لا بالزراعة ، ولا بالصيف ولا بحوادث الحرق غير المتعمدة ، او الاهمال المقصود.

دلالات هذا التفسير كثيرة ، فهو تفسير دقيق استقيته من مصدر مسؤول ، وعلينا ان نتعامل مع الموضوع بشكل صريح ، بدلا من تنطح وزير الزراعة له ، واحصائه عدد اشجار الحمضيات التي احترقت ، ووعوده بصرف تعويضات ، خصوصا ، ان في التصرفات الاسرائيلية ما يتجاوز حدود قصص الزراعة الى التجاوز على الاردن وامنه وقدرته على ادارة شأنه ، عبر التطاول مباشرة الى ارض اردنية ، واعادة انتاجها ، وفقا للرؤية الامنية الاسرائيلية ، والمخاوف الاسرائيلية.

هذه هي اسرائيل التي لايمكن ان يسلم معها احد ، من قتل الناس وغدرهم ، الى الاحتلالات ، مرورا بكل ما فعلته عبر ستين عاما ، وهذه هي اسرائيل التي ترسل لنا ماء مسموما وتلوث مياه الشرب ، وتصدر الينا خضارا وفواكه لا يعلم ما فيها من سموم بطيئة الا الله(لاحظوا نسبة السرطانات وعدم الانجاب والامراض) وهي اسرائيل نفسها ، التي لا تريد السلام ولا التطبيع ، ولا تتنازل حتى من اجل ان تطبع مع احد ، فيما يخرج لدينا وزير زراعتنا ليقول بصوت خافت خجول ان القصة كلها عبارة عن "اهمال".

لو نطق الاسرائيليون بتبرير "الاهمال" لكان مفهوما ، اما ان ينطق به وزير لدينا ، فهي عجيبة ، لانه يبرر لغيره ، من جهة ، ولانه لا يقول الحقيقة ايضا ، حول سر الحرائق الاساسي ، وهي الحرائق التي سوف تستمر برغم انف الوزير،،،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   ماهر أبو طير   جريدة الدستور