يريدون هدم المسجد الاقصى. لن يهدأ لهم بال قبل هدمه. ومحاولات دخوله يوم امس والاشتباكات والجرحى ، دليل على ان روح القدس حية ، وهي روح قد تفضي الى انتفاضة ثالثة.
الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء يقول ان هناك حربا بيننا وبينهم ، وان الحرب في يوم من الايام ستؤدي الى زوال اسرائيل. كل الكلام عن دولة فلسطينية وعن سلام محتمل اضاعة للوقت ، لاننا نخالف كلام الله. الله بعظمته يقول ان هناك حربا ، وبعضنا يقول ان السلام سوف يحل. من نصدق. ولماذا تنطلي الاكاذيب على الناس ، ولماذا يتم جر الناس الى الاوهام ، فيما اسرائيل تبني المستوطنات وتصادر الاراضي ، وتسرق القدس يوميا ، والعرب يتفرجون عليها.
محو القواعد الربانية ، واختراع قواعد اخرى ، لن يؤدي الى نتائج ، ولو تحدثنا عن السلام مليون مرة ، فالنتيجة واضحة وضوح الشمس. فوعد الله بتحرير فلسطين ، يعني ان هناك حربا مقبلة. حرب كبيرة لا احد يعلم تاريخها. وان كنا نعرف اطرافها. كيف يريد البعض نسف كلام القرآن ، واختراع وعود جديدة ، بسلام مقبل. هذا يعني ان لا سلام. هناك استسلام قد يحدث. اما السلام فكذبة كبيرة استغلتها اسرائيل على مدى ثلاثة عقود لتثبيت اركانها وزيادة قوتها. كيف نصلي ونصوم ونقول اننا مسلمون ، ثم يقتنع البعض بنتائج وقواعد بغير ما في "القرآن" من حديث واشارات واضحة لا تقبل اللبس حول النتائج ، ففلسطين سيتم تحريرها ، ولم نقرأ عن سلام ، ولا غيره من ارباع سلام ، والقدس لاحل لها الا بالحرب.
اسرائيل ايضا لن تقبل بدولة فلسطينية ، حتى لو تنازل الفلسطينيون والعرب عن القدس كعاصمة ، وليخرج اي مسؤول وليقل اننا نريد دولة عاصمتها رام الله ، فسيجد من يرفض طرحة. ببساطة اسرائيل ترى في الضفة الغربية ارض "يهودا والسامرا" ، فكيف تسلمها لقيام دولة فلسطينية ، ومن يجرؤ في اسرائيل على تسليم اي جزء من القدس ، شرقية كانت ام غربية ، الى الفلسطينيين او العرب من اجل قيام دولة فلسطينية. كل ما هو متاح الان ، هو بلديات فلسطينية ، تقوم بأعمال النظافة وتسيير الاعمال ، وقوى امنية تقوم بحراسة اسرائيل وضرب اي بؤرة حية في الشعب الفلسطيني نيابة عن اسرائيل ذاتها المتفرغة اليوم لدول اخرى.
انتفاضة ثالثة. ربما هي مقبلة على الطريق ، وطريق المقاومة ليست عبثا ، فقد اثبت منهج المقاومة بخيره وشره انه الحل الوحيد. هل يرد الفلسطينيون على محاولات هدم المسجد الاقصى بقبل على الخد لنتنياهو ، ام يواصلون الحديث عن السلام ، وهذه مشاهد تقوم على التناقض. فقد عشنا حتى رأينا العرب والفلسطينيين يتحدثون فقط عن وقف "صبات الباطون" اي المستوطنات ، وتأسى الجميع القدس والخليل والمسجد الاقصى وحيفا ويافا وعكا ، فلسطين تم سرقتها بالحرب. ولا تعود الا بالحرب ، وغير ذلك مضيعة للعمر والوقت ، وضحك على الذقون ، وترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان سيؤدي الى اختراق كل الشرق العربي.
ادعو الله ان تتوقف اسرائيل عند فلسطين ، فأحلامها لا تقف عند حد.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور