يصل رئيس الوزراء اليوم الى دمشق وللعلاقات الاردنية السورية خصوصية يعرفها الاردنيون والسوريون على حد سواء.
بقيت العلاقات الاردنية السورية طوال عقود تتراوح بين البرودة والسخونة غير ان "الود" لم ينقطع كاملا بين البلدين باستثناء فترات محدودة شهدت حملات اعلامية بين البلدين على خلفية قضايا معينة الا اننا في العهد الجديد في البلدين خلال السنوات العشر الاخيرة الماضية نشهد ماهو لافت للانتباه فلا تصعيد اعلاميا بين البلدين ايا كانت حقيقة العلاقات او تغير درجاتها بين فترة واخرى.
الملك زار دمشق خلال رمضان وتناول طعام الافطار مع الاسد في مطعم شهير في حي من احياء دمشق القديمة وماهو واضح في العلاقات يكشف ان قيادتي البلدين تعرفان اهمية هذه العلاقات وكأن هناك اتفاق غير معلن لحدود متفق عليها بشأن اي توترات اذ تبقى العلاقات قائمة ومفتوحة وغير قابلة للتوتر الكامل تجاه اي قضية ولربما يقر الجانبان بخصوصية حسابات كل طرف دون ان يؤدي ذلك الى نسف علاقات عمان ودمشق تحت اي تبرير.
الذهبي كان في بغداد وتم تحميل الرجل تفسيرات سلبية لزيارته الى بغداد من جانب من يجلسون في عمان ولم يكونوا معه في الزيارة وهي مفارقة ان تبني موقفا وانت لاتعرف شيئا وليس لديك معلومات فالرئيس لم يوتر العلاقات مع دمشق ولم يقل كلاما سلبيا ضد السوريين في بغداد او السليمانية والذين حضروا اللقاءات المغلقة والمفتوحة يعرفون ان الذهبي تمنى على العراقيين ترطيب العلاقات مع دمشق وعدم السماح بتوتيرها وايجاد حلول لكثير من القضايا وهو كلام قيل امام نوري المالكي رئيس وزراء العراق وامام جلال الطالباني رئيس العراق الجديد فيما بيانه الصحفي احتوى اشارات تندد بالارهاب بشكل عام متوافقا مع موقف اردني تقليدي ومعروف في هذا الصدد ولم يكن استثمارا للحظة التوتر السورية العراقية.
الملفات بين عمان ودمشق اليوم كثيرة ومتعددة وهي ملفات لايمكن اعتبارها ملفات من قبيل العلاقات الثنائية اذ ان العلاقات الاردنية السورية علاقات جيرة وامتداد شعبي واجتماعي وتاريخي ولايمكن بأي حال من الاحوال ان يدير اي طرف ظهره للاخر خصوصا ان العمق الاستراتيجي للاردن المتمثل بالعراق تعرض الى ضربات مؤلمة جدا ليتبقى لنا الجناح الاخر المماثل لاهمية العلاقة مع العراق سابقا والارجح ان مسؤولي البلدين يفهمون ويتفهمون الخصوصية في العلاقات بين الاردن وسوريا وهي خصوصية ليست اسيرة للحظة ولايجوز حشرها في التوقيت.
الرئيس في الشام اليوم وهو يوم جميل لان دمشق قلب نابض لايمكن الا ان نحبه.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور