كان مُقررا ان يرفع الذهبي الى الملك اليوم الخميس تعديلات على قانون اللامركزية ، الا ان المفاجأة ، كانت استقالة الحكومة.عودة الملك السريعة من سفرته الى باريس ، في ذات اليوم ، برغم ارهاق السفر الذي يمتد الى عشر ساعات ، اعطى احساسا ، بأن في الغيب قصة مقبلة على الطريق.

قابلت الرئيس يوم الاثنين الماضي ، بعيد نشر خبر الفرنسية ، بيوم ، كان مُطمئنا ، وقال ان باب الرئاسة "دوار"استقبله وسوف يستقبل غيره. انتقدنا نادر الذهبي موقعه ، واحتملنا بصدر رحب ، كما يفعل رجال الدولة الحقيقيون ، وهو اذ يرتاح اليوم ، فلا ننسى له الكثير من البصمات الايجابية ، حتى لانبقى نرقص للقادم ، ونتعرض بسوء للمغادر ، على طريقة سائقي التاكسيات حين يُرحبون بالمسافرين ، في قاعة القادمين في اي مطار ، وقد حادثت الرئيس المُكلف في الواحدة والنصف من ظهيرة الامس لسبب اجتماعي ، وكان الوضع طبيعيا ، ولم يوحً بأي اشارة عبر المكالمة حول انه تم تكليفه ، وهذا لايدل على انه لم يكن يعرف ، ومن الطبيعي ان يتحفظ بشأن موقعه المقبل.

هل نسفت رواية الفرانس برس ، فرصة اللوزي بتشكيل الحكومة ، في اللحظات الاخيرة ، وتم تكليف الرفاعي بدلا عنه.هذه رواية بدأ البعض يتداولها ، الرواية غير صحيحة على الاطلاق ، ولهذا احتد اللوزي على نشر اسمه ، فلم يكن مُبلغا برئاسة الحكومة ، واعتبر ان الزج باسمه كان تصرفا غير محسوب النتائج ، والرفاعي كانت عليه العين الملكية خلال الشهور الستة الاخيرة الفائتة ، ولم يكن خارج المدار ، وهو لم يكن بديلا عن اللوزي في اللحظات الاخيرة ، والرجل بقي قريبا من الملك ، وهو لم يكن بعيدا عن القصر الملكي في كل الاحوال.

لايُفيد الرفاعي المدح والمديح ، فالمرحلة واضحة وفقا لخطاب التكليف السامي ، فلا سياسات استرضائية على المستوى الفردي او الجمعي ، للنواب ، الاعلام ، وبقية الفعاليات ، هناك فقرة كاملة تقول..(فنحن نريد حكومة تعمل بثقة وشفافية وبروح الفريق لخدمة الصالح العام ، من دون تراخْ أو تباطؤ تحت وطأة الخوف من اتخاذ القرار أو حسابات الشعبية الآنية ، أو سياسات الاسترضاء التي أضاعت على وطننا في الماضي الكثير من فرص التميز والتطور والتغيير الايجابي الذي يمكننا من مواكبة روح العصر ومتطلباته)...معنى الكلام واضح ، فالعرقلة التي قد يمارسها افراد او مجموعات ضغط ، كالنواب ، او من يُطلقون نيرانهم يمنة وشمالا ، لن يكون مسموحا باستمرارها ، تحت وطأة المجاملة الزائدة او الترغيب او الترهيب.في الافق حديث عن قوانين اعلام جديدة ، لاتؤثر على حرية التعبير ، لكنها تعيد ترتيب كثير من القضايا ، بعد عواصف الاغتيالات وتشويه السمعة التي يمارسها بعضنا.

ستعتمد الحكومة مبدأ الجدول الزمني لكل وزارة ، لن يكون مقبولا نوم الوزراء في العسل ، باعتبار ان الامور "ماشية".فخطاب التكليف يحمل رسائل كثيرة على اعتراضات ملكية بشأن قضايا الداخل والعرقلة وتأخر الاصلاحات ، وقضايا اقتصادية.

الحكومة سُتعلن الاسبوع المقبل ، وهناك توقعات بأن يأخذ التغيير مداه باتجاه مواقع اخرى ، خلال الفترة المقبلة ، ومن اراد ان يعين الحكومة على مهمتها ، فليعرف ان تقبيل الاكتاف لن يكون مناسبا ، امام قضايا البلد وتحدياته ، وان مشاكل الناس بلغت مبلغا ، لاينفع معه ، الهروب من المشاكل نحو حضن الاشخاص.

تُصبحون وتُمسون على وطن آمن مزدهر وعظيم ايضا ، بتاريخه وشعبه وأمله بالمستقبل.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   ماهر أبو طير   جريدة الدستور