لدينا هوس بأسماء الوزراء الجدد ، والاف المكالمات يتم اجراؤها ، منذ الاربعاء الماضي ، لمعرفة الوزراء الجدد ، والاشاعات تتناسل حول من قطع سفرته ، وهذا الذي اغلق هاتفه ، وذاك الذي تم ابلاغه ، برغم ان هاتفه مفصول.

لاتسمع احدا عند تشكيل اي حكومة يتحدث عن مشاكل البلد بجدية ، ولاعن هموم الناس ، ولاعن المديونية ، ولاعن شكوى الناس المريرة من قضايا مختلفة ، لاتسمع ابدا عن برامج او آليات مقترحة للعمل ، وكل ماتسمعه هو اسماء يتم تسريبها ، وهوس مرضي لمعرفة من سيدخل وزيرا الى جنة الحكومة الجديدة ، هذا على الرغم من ان المنصب الوزاري بات مكلفا جدا ، ويدفع صاحبه اثمان مرتفعة من سمعته وحياته ، مقابل لقب"المعالي"الذي لايعني شيئا ، في اي بلد يعتمد على المهنية ، قبل اي شيء اخر.

سمعت تأكيدات عبر الهاتف حول وزراء تم ابلاغهم من جانب الرئيس المكلف ، مع اقسام لاتحتملها الجبال حول صحة الاسماء ، واذا جمعت عدد الاسماء لاكتشفت ان عدد وزراء الحكومة الجديدة يصل الى الف وزير ، كلهم تم ابلاغهم ، وكلهم هل هلالهم في" بدر الكبرى" ، وكلهم ينتظرون فقط يوم القسم ، ولان بعضنا لم يفهم خطاب التكليف السامي ، جيدا ، فما زالت لعبة الاسماء لعبتنا المفضلة ، برغم المشاكل الثقيلة التي على صدورنا ، وبالرغم من ان الاسماء تعطيك مؤشرا فقط على مدى استفادة الرئيس المكلف حقا من اشارة الملك له بأن يأخذ وقته ، وسنعرف لاحقا ، هل اخذ وقته ، ام انه تأثر بوطأة الوقت ، والحاجة للقسم سريعا.

السرية التي يحيط بها الرئيس المكلف تحركاته اسهمت بأذكاء التوقعات ، سمعت سبعة اسماء لوزراء داخلية جدد ، تم ابلاغهم ، وتبين لاحقا انهم يشربون اليانسون والزهورات الدافئة في بيوتهم ولايعرفون عن القصة.الخبر اليوم مثير.غدا ببلاش ، ومن يعش ير ، وكل هذا ليس مهما ، وليس مهما على الاطلاق للمواطن الاردني الذي سئم من لعبة الاسماء والتوزير والتعامل مع الموقع الوزاري باعتباره حقا للشخص او العائلة او المنطقة او الدين او المنبت.حتى الجهات الحزبية امطرتنا ببيانات ساخنة لاتسمن ولاتغني عن جوع وقد كنت اتمنى لو ان حزبا واحدا اعد ورقة تحمل افكارا مقترحة لقانون الانتخاب ، او حول مواثيق الشرف ، او حل مشاكلنا الاقتصادية ، بدلا من رسائل التهديد المبطنة.

لايحسد الرئيس الجديد على المهام التي تنتظره ، وسط هذه العقليات ووسط هذا الهدير اللغوي ، وعدم فهم كثيرين لمؤشر خطير في خطاب التكليف جاء حول قصص الاسترضاء ، ، خلف المؤشر تغيير بنيوي ، وعودة الى مفاهيم قديمة متحفظة ، تجعل كل انسان يعود الى مساحته الاساس ، أكان فردا او مجموعة ، ولعل السؤال هو ...هل سيتمكن الرئيس من تجاوز كل القوى الفردية والجماعية ، التي مارست الضغط والعرقلة لاعتبارات مختلفة ، من اجل استرضائها ، وهو سؤال نعرف نصف اجاباته مسبقا.

ليس مهما من سيأتي ، والمهم هو ماذا سيفعلون معا؟


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   ماهر أبو طير   جريدة الدستور