غادر العين فيصل الفايز عمان البارحة ، بعد ان تسربت معلومات حول نيته الترشح لمجلس النواب ، والفايز سيغيب في سفر قصير وسيعود قريبا.
الفايز الذي اعلن قبل يومين وبشكل غير مباشر ترشيحه للانتخابات النيابية ، عن دائرة بدو الوسط ، سيعلن بعد عودته ترشيحه بشكل رسمي ، ويأتي هذا الترشيح في سياقات تقول ان رؤساء حكومات آخرين قد يرشحون انفسهم لخوض الانتخابات النيابية ، من ضغط عشائر الطراونة على العين فايز الطراونة لترشيح نفسه ، الى آخرين يفكرون بالموضوع.
عبدالرؤوف الروابدة ، رئيس الوزراء الاسبق اعلن بشكل مبكر انه لن يستقيل من الاعيان لخوض الانتخابات النيابية ، فيما يأتي رئيس مجلس النواب السابق عبدالهادي المجالي ليعلن عن نية التيار الوطني طرح مائة مرشح ، اما ترشيحه الشخصي ، فما زال يخضع للدراسة في ظل معادلات كثيرة ، من بينها الوضع في دائرته الانتخابية ، ومؤشرات اخرى ، اكثر اهمية.
في ظلال عمان السياسية ، ما يشي بأن الفايز يترشح ليأتي رئيسا لمجلس النواب ، على خطى والده ، ومن هذه الزاوية لا يتوقع قبول الفايز بالوصول الى مجلس النواب للجلوس في مقاعد النواب العاديين ، على اهميتها.
فيصل الفايز ، خدم بمعية الملك رئيسا للتشريفات ووزيرا للبلاط ورئيسا للوزراء ، ولا يمكن ان يستقيل من عضوية الاعيان التي اختارها الملك له ، الا لكونه يعرف ماذا يفعل تحديداً ، فالرجل يحسب خطواته بمعيار دقيق ، ولا يخضع لاي اهواء شخصية ، وهو لن يكون مغرماً بالانتقال من مقعده كعين الى مقعده كنائب ، الا اذا كانت نيته تنعقد باتجاه رئاسة النواب.
معنى الكلام اننا شهدنا مبكرا بدء معركة الرئاسة ، وقبل وقتها بكثير ، لان هناك شخصيات من طراز رفيع تراهن دوما على قدرتها وتأهيلها للوصول الى رئاسة المجلس ، ولنا في طموحات ممدوح العبادي وسعد هايل السرور وعبدالكريم الدغمي وعبدالهادي المجالي ، أدلة على ان مثل هؤلاء يديرون معاركهم الانتخابية بطريقة مركبة تدمج بين مقعد النيابة واحتمالات الوصول الى الرئاسة.
ترشيح الفايز مهم جدا ، على صعيد ملف رئاسة النواب ، وعلى صعيد ادارة العلاقة مع الحكومة التي ستواجه مجلس النواب المقبل ، وعلى صعيد الرسائل في ترشيحه من حيث كونه شخصية تهدئة ، ومقبولا وطنيا ، من الجميع ، وهو ايضا لا عداوات له ، وعليه اجماع عام في البلد ، بما يؤشر على ان ترشيحه ليس مجرد ترشيح عادي لشخص عادي ، اذ في ترشيحه حزمة رسائل.
سألت فيصل الفايز قبيل سفره بساعات فقال ان ترشيحه نهائي ، وانه سيعلن ذلك رسميا حال عودته ، وانه يسعى بشكل واضح لرئاسة المجلس ، لاعتبارات كثيرة ، دون ان ينكر ايضا ان كل شيء في هذه الحياة قابل لاعادة القراءة في اللحظات الاخيرة ، ومن زاوية اخرى فان مراقبين سيعتبرون ترشيح شخصيات كبيرة بشكل مفاجئ ، تترشح لاول مرة بمثابة "مزاحمة مبكرة" على رئاسة النواب ، بما يثبت ان المكاسرة بدأت للتو.
لنصبر ولنتأمل ما ستأتي به الايام.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور