امضيت يوماً في معان ، وهو يوم لم يخلُ من عشرات القصص حول واقع المدينة ، وعائلاتها.

تأسف لهذه الحالة في المدينة ، اذ ان انقطاع الماء بات سمة اساسية ، ويأتي الماء الى البيوت ضعيفاً ، وبشكل غير منتظم ، مما يجعل العطش ميزة اساسية ، خصوصا ، ان لا حلول عند الناس سوى اللجوء الى الابار ، وهي ابار غير معتمدة رسمياً.

ملف "مياه معان" مع هذا الحر وشهر رمضان ، وبشكل استراتيجي بحاجة الى حل جذري ، وهو حل لا بد من ايجاده بأي وسيلة ، فماذا ينتظر المسؤولون اكثر من صرخة معان بأنها عطشى ، وقربها حوض الديسي.

البطالة في مدينة معان مرتفعة ، ولربما من اعلى النسب في المملكة بين الجامعيين ، وغير الجامعيين ، واذا كانت جامعة الحسين حلت جزءا بسيطا من المشكلة.

البطالة في الجنوب عموما مرتفعة وهي قضية ما زالت قائمة ، اذ فوق هذه الظروف الصعبة ، يشتد الفقر وقلة الفرص في مدينة كانت فاتحة الدولة الاردنية الحديثة ، ولا حل لهذه القضية الا بجلب المشاريع الى المدينة.

ما يزيد عن مليون حاج وربما اعداد كبيرة جداً من المعتمرين يمرون عبر الطريق الصحراوي ولا تستفيد معان منهم شيئا ، ومدينة الحجاج الحالية التي لن تبقى كما هو معروف ، لم تساعد سابقا في تطوير المدينة. المثير ان معان كانت محطة حجاج.

معان اليوم مجرد شاهد على عبور كل هذه الاعداد ، ولا بد من تصور لاحياء معان كمحطة حجاج على الطريق الى مكة.

مياه الامطار التي تسقط على المدينة لاتجد مكانا لتصريفها عبر الشوارع اذ تتجمع لعدم وجود شبكات لتصريف المياه. مشاكل سيل الشامية السابقة المعروفة ، التي ادت الى وفاة مواطنين. تطل برأسها بين وقت واخر ، ولا بد من حلول جذرية للسيل ببناء جدران استنادية.

"قصائل معان" وهي واحات النخيل القديمة ، بحاجة الى انقاذ من الجفاف ، اذ انها جزء من حالة العطش العامة.

من جهة ثانية يرى مواطنون ان هناك انفلاتا في قضايا عديدة ، اذ يشكو مواطنون من انتشار السلاح ، واطلاق الرصاص بشكل غزير دون ان يتدخل احد لوقف كثير من الممارسات التي تتعدى على حياة الناس وفي الذاكرة حادثة اخيرة لموكب توقف واطلق النار بشكل غزير.

القصة ليست التحريض على الناس ، وانما تطبيق القانون من اجل سلامة الناس ، على كافة الاصعدة ، والتحّير بين تطبيق القانون وضيق البعض من تطبيقه ، وعدم تطبيق القانون وضيق البعض من عدم تطبيقه ، تحّير لا بد ان ينتهي.

ملف مدينة معان ، صفحاته كثيرة ، وهي صفحات قيل عنها الكثير على مدى السنين الفائتة ، ولم تتغير احوال المدينة واهلها بشكل جذري ، ولا بد اليوم من وقفة مراجعة لهذا الحال ، وبطريقة حيوية وسريعة ، بعيداً عن الوعود وجدولة المشاكل ، لان الوضع هناك جد صعب وثقيل ايضا.

معان قلب غالي ، ولا بد من انعاشه بكل الطرق.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   ماهر أبو طير   جريدة الدستور