البعض يقول: اليهود سيقيمون دولة فلسطين في النهاية ، وسيقبلون بقيامها،،،،.
لن تقوم دولة فلسطينية ، لان اليهود لن يقبلوا بدولة فلسطين الى جانبهم تشد انظار ومشاعر الفلسطينيين في العالم اليها ، وتصبح دولة جاذبة ومؤثرة.
هذا قرار استراتيجي في اسرائيل ، وتؤيده عواصم عدة في العالم ، سراً وعلناً ، واضاعة الوقت في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ، وعناوين مثل وقف الاستيطان في الضفة ، اضاعة عرفناها على مدى سنين طويلة.
لنسأل الاسئلة التالية: ما هي الاسباب التي ستجعل اسرائيل تقبل بدولة فلسطينية ، وهل ما يقال عن اي ضغط امريكي وغربي وعربي ، يؤشر على ضغط حقيقي ، وأين هو المسؤول الاسرائيلي القادر على الطريقة العربية ، اي بجرة قلم ، التوقيع على قيام دولة فلسطينية؟.
هذه هي الحقيقة. بعضنا لا يريد ان يقبلها. ينشغل العرب في قصة وقف الاستيطان في الضفة الغربية ، لكنهم يريدون ان ننسى ان الاستيطان في القدس مستمر ومتواصل،،.
فلسطين لا تحتمل كل هذه المشاريع ، سواء وجود الاحتلال ، او وجود دولة ثنائية القومية ، او دولة فلسطينية يتم توليدها برضى صهيوني.
في مطبخ القرار العالمي من يعرف هذه الحقيقة ، ويقدم كل الخدمات لاسرائيل ، لانفاذ مشروعها تدريجياً.
ارض الضفة الغربية ، هي ارض يهودا والسامرة بالنسبة لليهود ، واذ احيطت مؤقتاً بجدار عازل ، فذلك من اجل تمرير مراحل اخطر من المشروع الصهيوني.
ستكون ارض الضفة الغربية ، في وقت لاحق ، جزءاً من ارض اسرائيل ، التي تمتد من النيل الى الفرات ، لان الذئب لا يجد من يوقفه.
لن تقوم دولة فلسطينية ابداً على يد اليهود ، لان العالم متواطئ سياسياً ودينياً مع اسرائيل باعتبارها ليس مجرد دولة احتلال بل مشروع توراتي ديني ، لا يمكن حصره او تقويضه ، او هز بنيانه.
لا حرب حاربنا ، ولا سلام سالمنا ، فأي حل ينتظره العرب ، سوى الحل الوحيد المتاح ، الذي وان تأخر فانه لن يغيب طويلا ، لانه قدر سوف يتحقق.
كل يوم يمر ونحن في دوامة الحديث عن السلام ، واسرائيل تبني المستوطنات وتقتل الناس ، وتأسر الشباب ، وُتهّود القدس ، وتحاصر غزة ، وتفتك بالشعب الاسير وسط عرب عميان لا يملكون حتى تحريك اصبع السبابة في الصلاة.
هم ينفذون مخططهم ، ونحن نناشد المجتمع الدولي بوقف الاستيطان في الضفة ، ولا نذكره حتى في القدس. هم يبنون ونحن نصدر البيانات.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عليه ان يعلن صراحة ماذا يريد ، فلا هو يريد انتفاضة ثالثة ، ولا هو يريد حرباً كبرى او صغرى ، ولا هو قادر على اقامة دولة فلسطينية ، فلماذا لا يعلن صراحة امام الشعب حقيقة الوضع؟.
لن تقوم دولة فلسطينية ، لان اسرائيل لن تقبل ابداً بقيام دولة ، وهكذا يكون تنازل الرسميين عن فلسطين ثمانية واربعين ، تنازلا مجانياً ، لم نأخذ مقابله شيء اي شيء.
السؤال يأتي مدوياً حول مسؤولية من اعترف باسرائيل ، ومنحها شرعية الوجود في الثمانية والاربعين ، ولم يعد حتى بدولة تستر تنازله عن ارض لا يملكها في الاساس.
سيأتي الله بفرج لاهل فلسطين ذات يوم وستقوم دولتهم على كامل ارضهم ، غير انها لن تقوم ابداً على يد اليهود ، لان قيامها يناقض وجود اسرائيل.
اذا جاء يوم قامت فيه دولة فلسطين ، فهو يوم لن يكون فيه لليهود وجود اساساً في فلسطين ، كل فلسطين.
ضعوا ايديكم على قلوبكم على اهل فلسطين ، وعلى دول الجوار من الاردن الى سوريا الى العراق الى مصر الى لبنان ، لان الافك اليهودي ، لم يتوقف ، وبهذا المعنى ما زال الاستهداف في بدايته.
دولة فلسطين ان قامت فعلى يد الله فقط ، اما الذين يصّدقون انها ستقوم على يد اليهود ، فلينتظروها في احلامهم.
دعوا لنا احلامنا بدولة فلسطينية محررة ونظيفة من اي احتلال ، ودعوا لكم اوهامكم بكون الذئب قادر على رد الروح الى قتيلته ، بعد ان اشبعها تمزيقاً وهتكاً وتقطيعاً.
هل سمعتم في حياتكم عن احتلال اقام عبر التاريخ دولة لضحاياه؟.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور