التضليل الاعلامي بشأن المسجد الاقصى يمارسه العرب قبل غيرهم ، وهو تضليل يصل حد الجريمة.
لو استفتيت الالاف من طلبة الجامعات والمدارس والصغار والكبار في العالم العربي والاسلامي ، حول صورة مسجد قبة الصخرة بقبته الذهبية لقالوا لك ان هذا هو المسجد الاقصى،.
الجواب طبيعي.التضليل في كل شيء ادى الى ذلك.وسائل الاعلام حين تتحدث عن القدس تستخدم صورة مسجد قبة الصخرة ، والكتب المطبوعة والنشرات وكل الوسائل الاخرى تريد احلال مسجد قبة الصخرة مكان المسجد الاقصى بقبته الزرقاء.
حين يكون الحديث ايضاً عن المسجد الاقصى يتم استخدام صورة مسجد قبة الصخرة ، وكأنه عمل مغناطيسي ، يراد به شطب صورة الاقصى من ضمير الناس.
اسرائيل تخطط لاحد امرين ، اولهما هدم المسجد الاقصى ، وبناء الهيكل مكانه ، وترك مسجد قبة الصخرة عوضاً للمسلمين ، وبحيث يتبقى البديل النفسي المناسب الذي حفر في الذاكرة عبر التركيز على الصورة ، والبديل هنا مسجد قبة الصخرة.
الامر الثاني قد تسطو مرحلياً على المساحة بين مسجدي قبة الصخرة والمسجد الاقصى ، وبحيث يتم بناء كنيس صغير بينهما ، يكون درجه ومدخله معلقا من الخارج الى الداخل ، مع اغلاق المسجد الاقصى ، وابقاء مسجد قبة الصخرة مفتوحاً للمصلين.
يأتي بعض مشايخنا وبحسن نية ويقولون ان كل المنطقة التي تسمى مجازاً بالحرم القدسي هي "أقصى"وهو كلام صحيح لكنه غير مناسب ابداً في ظل هذه المعركة ، وكأننا نقول انهم لو هدموا المسجد الاقصى او اغلقوه ، فمن الممكن الاكتفاء بمسجد قبة الصخرة.
لو اجرت اي مؤسسة دراسات واستطلاعات استفتاء وضعت فيه صورة مسجد قبة الصخرة ، لاكتشفت ان ثمانين بالمائة من العرب والمسلمين ، ان لم يكن اكثر في دول اخرى ، يعتقدون ان مسجد قبة الصخرة هو الاقصى.
تضليل مدروس.محو للذاكرة.استبدال خطير.وتجهيز للبديل على مدى عشرات السنين.وهو مخطط يقع فيه الاعلام العربي ، ونرى نتائجه حتى في المسيرات والندوات التي ترفع صورة قبة الصخرة ، وتهمل الاقصى ، بدلا من نشر الصورتين ، او الاكتفاء بالاقصى.
الخطر الذي يطل برأسه فوق الاقصى ، خلال الاسابيع والشهور المقبلة ، ليس عادياً ، واذا سقط يوما ما ، فلانلومنّ الا انفسنا ، لان امة تترك مقدسها للهدم والحفر ، عليها ان تنتظر النتيجة الكارثية.
كل النداءات اللغوية والبيانات لن تمنع اسرائيل من هدم المسجد الاقصى ، وقد تذهب بعيداً الى هدم المسجدين ، واذا كانت المقدسات يتم تركها للهدم ، بعد ان تم تركها للتضليل ، وسط سكوت النخب والعوام والدول ، فإن علينا توقع كل شيء.
شبع المسجد الاقصى من كلامنا ، وقد آن الاوان لتحرك يوقف الكارثة قبل وقوعها،،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور