الذين يريدون الحد من صلاحيات الملك ، او الوصول الى مرحلة مابعد الملكية في الاردن ، لايقولون لنا ماهي السيناريوهات الخطيرة التي ستأتي شئنا أم أبينا.
وريث الملكية في الاردن هو احد ثلاثة سيناريوهات ، الاول احتلال اسرائيلي للاردن ، الثاني هو تقسيم الاردن ، والثالث هو حرب اهلية داخلية ، حتى لايبقى الحديث عن الملكية باعتبارها حالة عادية ، سيؤدي زوالها - لا سمح الله تعالى - الى حياة وردية.
سقف النقد لدينا مرتفع جدا ونقول كل مانريد ، وارهاب الاراء الاخرى اوصل بعضنا الى الدرجة التي بات فيها الدفاع عن الملكية نفاقاً وتملقاً ، هذا على الرغم من ان الدفاع عن الملكية في الاردن ، امر حيوي ومصلحي لكل فرد ، وضمانة للمجموع حتى لايجد نفسه امام فراغ خطير وقاتل.
بعض الناشطين السياسيين يريد الحد من صلاحيات الملك وبالتالي تحويلها الى ملكية فخرية وهؤلاء لايقولون لنا عمن سيرث الملكية في الاردن؟.
الملكية في الاردن ليست حالة عبودية ، وهي مؤسسة متسامحة وايجابية ، ولها تاريخها ، والتي بنت البلد بشراكة الابناء والاباء والاجداد ، ولانختلف على الملكية ، بمن في ذلك اغلب المعارضين ، لكننا نتحدث عن نفر قليل جدا بات يهذي ليل نهار.
وريث الملكية الاول هو الاحتلال الاسرائيلي الذي لن يتردد في حال دبت الفوضى بجانبه ، على امتداد ستمائة كيلومتر من ان يحتل الاردن ، لانه لن ينتظر الفوضى ونتائجها وتأثيراتها على امنه كمحتل بأن تقترب منه ، بل لعلها فرصته الكبرى لتنفيذ كل مخططاته ضد الاردن وفلسطين معاً.
الوريث الثاني المحتمل وبدعم من دول عربية واجنبية هو تقسيم الاردن ، الى ثلاث مناطق ، واستغلال احد المناطق لتنفيذ مخطط معين ، وسنجد ان مخطط التقسيم سيجد تمويلا عربياً واجنبياً ورعاية كاملة ، لتفتيت البلد ، وخنق اي خطر قادم منه في داخله.
الوريث الثالث المحتمل سيكون الحرب الاهلية على خلفيات اقليمية وجهوية وسياسية وسيدخل على هذا الخط نخب ورموز وزعامات ورؤوس اموال ، وكل طرف يريد ان يدير البلد لمصلحته ، وصراع الرؤى والمصالح وتأثيرات الخارج ، كلها ستؤدي الى اشعال حرب اهلية تحرق الاخضر واليابس.
يقال هذا الكلام ليس مزاودة على احد وليس اخافة لاحد ، وليس ارهابا لاحد ، بل حتى نصحو من الغفوة التي يأخذنا اليها البعض ، تحت عنوان ان كل شيء محتمل ووارد ، هذا على الرغم من ان كل الادلة تقول لك ان لامستقبل للاردن دون الملكية ، لتعقيدات المشهد داخليا وخارجيا.
الذي يريد الحد من صلاحيات الملك في مطالباته ، هو كمن يريد انهاء الملكية.هذا نمط.النمط الثاني يطالب بالعودة الى دستور 52 وهذه العودة تحمل ذات المعنى.
المؤسف اننا جميعا نعرف ان غياب الملكية يعني تسليم البلد للمجهول ، لاننا لسنا جمهورية ، يذهب رئيس فيأتي رئيس ، والملكية تعني في حال عدم استمرارها زوال كل شيء معها ، فلا دستور ولابرلمان ولاقوانين ، ولا اي شيء اخر ، وقد نستغرق دهرا حتى نعيد تعريف الاشياء.
مع الاصلاحات على الارض.هذا موقف اكثرنا ، حتى نعيد تجديد كل مايخصنا ، اما حديث البعض عن اردن بدون ملكية ، فهو حديث يقول لك بصراحة ان الاردن يتم تجهيزه لاحد السيناريوهات آنفة الذكر.
الاصلاح ، هو المطلوب ، اما اعادة انتاج الملكية ، او اضعافها ، او تجاوزها ، ، فهي شعارات تقول لك ان ماخلفها مجرد مراهقة سياسية ، لاتجيبك في الحد الادنى عن قدرتنا على التعامل مع مابعدها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور