للموساد عملاء في كل مكان ، وقد تم الكشف عن كثيرين منهم ، في مصر ولبنان وسوريا ، ودول أخرى ، ولا نسمع في الأردن عن أي جاسوس للموساد يتم القاء القبض عليه.

النائب يحيى عبيدات كشف في رده على خطاب موازنة الأردن ، في جلسة مجلس النواب الاحد الماضي بأن رئيس الموساد الاسرائيلي حاول تجنيده حينما كان في دورة عسكرية ابان خدمته العسكرية في العاصمة الفرنسية باريس.

النائب عبيدات قال ان رئيس الموساد كان يريد معرفة ادق التفاصيل عن أسلحة روسية حديثة اشتراها الأردن آنذاك.

اتصل عبيدات بالاستخبارات العسكرية وقتها ، واطلعهم على التفاصيل وبالتنسيق معهم ماطل النائب عبيدات رئيس الموساد لفترة من الوقت حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من الايقاع بشبكة جواسيس لصالح الموساد ، ولم يكشف النائب عبيدات عن جنسيتهم.

إذا كان الموساد يشتغل ليل نهار في دول أقل خطراً عليه ، فما بالنا ببلد يجاور فلسطين المحتلة على امتداد ستمئة كيلومتر ، وفيه اتجاهات شعبية ودينية وتنظيمات وحراك سياسي معاد لإسرائيل؟.

السؤال يأتي مشروعا: هل للموساد شبكات في الأردن ، ومن هم واين يعملون ، و ماهي مواقعهم المهنية او الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية؟،.

القبض على أردني في القاهرة يتجسس للموساد ، يقول لك ايضاً ان مثله قد يكون موجوداً بيننا ، ولعل وسائل التأكد من هذه الشكوك تبقى مهمة ، قياساً على الوضع المالي والاهتمامات والتحرك في عمان وغير عمان ، وجمع المعلومات وتمريرها بأي وسيلة.

من وسائل تمرير المعلومات ، أجهزة الاتصال المخفية ، الايميلات ، استعمال قنوات آمنة عبر "النت" ، الاتصال الوجاهي ، السفر ، وعبر وسطاء.

اختراق شبكات الاتصالات ملف آخر ، ولابد من التأكد من عدم وجود اي اختراقات لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية في الأردن ، واجراء الفحص الفني على كل هذه الشبكات ، لابد ان يجري سريعاً ، وبشكل مستمر.

من تجارب المخابرات الاسرائيلية المعروفة جمعهم لمعلومات عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، كما تهمهم الارقام والاحصائيات ، والتوجهات السياسية ، وعناوين البيوت والهواتف والصور ، وتفاصيل الاجتماعات المغلقة.

يهتم الموساد ايضاً بنقاط ضعف السياسيين والمعارضين ، وأوضاعهم الحياتية والمالية ، كما يجمعون معلومات عن أي توجهات اقتصادية ، وعن المواقع الحساسة ، وتأثير الاشخاص على اصحاب القرار.

التجنيد كما هو متوقع يجري بعدة وسائل داخل الاردن وخارجه ، والمؤكد ان الاردن كغيره من الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة ، يعد هدفاً للموساد ، هذا اذا لم يكن الهدف الاول ، حتى قبل مصر.

اذا كان الوضع هكذا ، فلماذا لايتم الاعلان عن اي جواسيس يتم الايقاع بهم ، وهل معاهدة السلام المشؤومة تمنع الاعلان عن هكذا شبكات ، ثم انه لا يعقل ألاّ يكون لهم عملاء في بلدنا ، قياساً بدول اخرى.

الأردن مستهدف من الموساد ، وهذه حقيقة ليست بحاجة إلى عبقرية لادراكها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   ماهر أبو طير   جريدة الدستور