تتسرب معلومات حول مواجهة الحكومة لوضع اقتصادي مرعب،قد يؤدي الى رفع اسعار المشتقات النفطية،بنسبة خمسة وعشرين بالمائة.
المسؤولون يقولون ان الخزينة باتت تدعم اسعار البنزين والغاز والسولار والكاز،وان الحكومة لم ترفع اسعار هذه المشتقات خلال الشهرين الاخيرين،برغم ارتفاع الاسعار العالمية.
عدم الرفع يأتي تحت عنوان مراعاة الظرف الداخلي الاردني،ولعدم تأجيج مشاعر الغضب في الشارع الذي لم يعد يحتمل كلمة.
مقابل هذا يقولون ايضاً،ان ذلك ادى الى الاستدانة وارتفاع العجز،وان المصريين يرفضون بيع الغاز بذات السعر القديم،وان رفعاً مؤكداً على الطريق،بما يعني رفع سعر الكهرباء والماء،وكل السلع،لكون الكهرباء تدخل عنصراً اساسياً فيها.
تم تحذير الحكومة ان رفع المشتقات النفطية بنسبة خمسة وعشرين بالمائة،مرة واحدة،سيؤدي الى زلزال عام لايمكن احتمال نتائجه،وان الحل يكون برفع المشتقات النفطية تدريجياً،وتقسيط نسبة الخمسة والعشرين بالمائة شهرياً.
معنى الكلام ان البلد امام وضع مرعب،فالعرب لايدفعون المال،والخزينة تحت ضغط هائل،واقتصاد البلد تعرض الى هزة بعد احداث دوار الداخلية،حين خسرت السياحة مئات الملايين،جراء الغاء الحجوزات،وماتعرضت له الاسهم،ايضاً.
فوق ذلك كان منتظراً ان يستفيد الاردن من السياحة العربية في الصيف المقبل،بدلا عن سوريا ولبنان ومصر،غير ان الصورة الانطباعية التي تم رسمها للبلد،من احداث وسط البلد،واحداث الداخلية واحداث الزرقاء،ادت الى الاضرار اعلامياً بميزة الاستقرار.
المغتربون ذاتهم يتخوفون من الصيف المقبل،وكثرة منهم،تقول انها لن تشتري ارضاً ولاعقاراً هذا الصيف،لان كل المنطقة في وضع خطر،وان الصبر اكثر جدوى،في ظل ماتشهده الدنيا.
الحكومة ووفقاً لمعلومات مؤكدة تبحث عن حلول لهذا الوضع،فلا تجد دعماً دولياً كافياً،والدعم العربي توقف،والخزينة في اسوأ حالاتها،وستجد الحكومة نفسها مجبرة على رفع اسعار المشتقات النفطية قريباً.
مع هذا الرفع التغييرات في سعر الغاز المصري،التي ستؤثر عميقاً على الاقتصاد الاردني الكلي،وعلى اوضاع الناس،لان الاختلال سينال من كل شيء.
الشعب الاردني تعب بشدة مما يحدث،ومما هو فيه،والعقدة في نظر الحكومة تتلخص بخوفها من رفع اسعار المشتقات النفطية،مرة واحدة بنسبة الخمسة والعشرين بالمائة، تجنباً لغضبة شعبية،في الوقت الذي لاتجد حلولا جذرية لهذا الوضع.
وصلنا الى هذه المرحلة السيئة جداً،جراء عبقرية الحكومات المتعاقبة،وبسبب الفساد،ولايدفع الكلفة والثمن سوى الانسان الاردني البسيط،الذي يتم اختطاف رغيف خبزه الناشف كحل وحيد،هذه الايام.
امامنا صيف ملتهب،وصعب للغاية،ومهما هربت الحكومة الى حلول جزئية،وتدريجية،فأن كل هذا سيؤدي الى ذات النتيجة النهائية،أي تحول حياتنا الى عقوبة يومية.
«يانار شبي من ضلوعي حطبكي»..فيا لطف الله.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور