يعتقد دبلوماسيون غربيون ان توجيه اي ضربة لايران في هذا التوقيت،سيكون اكبر خدمة للنظام السوري،وبهذا المعنى فان الحرب على ايران مؤجلة حتى يسقط النظام السوري.
تسريبات الدبلوماسيين الغربيين تقول ان كل ما تريده دمشق الرسمية هذه الايام،حرب ضد ايران،لان الحرب ستؤدي الى اشتعال معسكر كبير يمتد من طهران الى العراق وصولا الى سوريا ولبنان،وقد تأخذ في طريقها بعض الدول العربية في الخليج العربي،وهذه اكبر هدية تنتظرها دمشق الرسمية،لانقاذ النظام السياسي في سوريا من نهايته.
على اساس هذه النظرية لن يتم توجيه اي ضربة لايران في مخططات غربية،حتى يتم الانتهاء من مشكلة النظام السوري،دون تدخل دولي،ويرى دبلوماسيون غربيون ان النظام السوري سوف يسقط خلال اسابيع،بما لا يتجاوز اثني عشر اسبوعا،وفقا لتقديرات هؤلاء،وبعد ذلك قد يتم توجيه ضربة لايران بعد التأكد من سقوط حليف اساسي في المنطقة.
لا تريد عواصم غربية شن اي حرب ضد النظام السوري،لان لا نفط يستحق،ويرى هؤلاء ان موقف موسكو المتشدد مع دمشق الرسمية يعود الى ملف الانتخابات في روسيا،من جهة،ولغضب موسكو من الدول الغربية لعدم حصولها على حصة من الكعكة الليبية النفطية،بما يعني ان غضب موسكو وظيفي،ويأتي من باب الانتقام من الغرب الذي ابتلع كل مكاسب الثورة الليبية.
فيما يرى محللون ان ايران ذاتها لا تريد حربا لان ظروفها الداخلية صعبة جدا،وتواجه حصارا كبيرا،وسفن القمح متوقفة عند موانئ ايران،ولا تقوم بانزال حمولاتها،لان لا مال للدفع،الى اخر المأساة التي تواجهها ايران،الا انها ايضا ومن جهة اخرى ليست مستعدة لدفع ثمن من اجل نظام الاسد،وسوف تتخلى عنه في نهاية المطاف،ولن تغامر باستقرار ايران من اجل سلامة النظام السوري.
دمشق الرسمية وفقا لهؤلاء تريد طوق نجاة،ويضع دبلوماسيون غربيون احد سيناريوهين، الاول تمني حدوث حرب اقليمية ضد ايران من اجل اشعال النار من الخليج وايران الى العراق وكل دول المنطقة،والثاني: تصدير الازمة السورية الى اي من دول الجوار،عبر اي حادث امني كبير مفتعل يؤدي الى خلط الاوراق،في لبنان او الاردن او اي دولة مجاورة.
لان هؤلاء ينسفون السيناريو الاول ويضعفونه،باعتبار ان ايران لا تريد حربا،وباعتبار ان الغرب لن يمنح نظام الاسد طوق نجاة،حاليا، عبر توجيه ضربة الى ايران،تؤدي الى حرب اقليمية يستفيد منها النظام السوري لاعادة ترتيب اوراقه،يبقى السيناريو الثاني وهو سيناريو خطير ايضا،لان هذا ميعاد تنفيذه،في ظل الضغط الشديد على النظام السوري هذه الايام.
هذا لا يعني ان ضربة ايران تم تجاوزها.الضربة مؤجلة حتى التخلص من نظام الاسد،لان الدوائر الغربية تريد اضعاف هذا المعسكر عبر انهاء النظام السوري من الداخل،واخراج حماس من المعسكر،ثم الاستفراد بطهران،وحشر حزب الله،في حساباته اللبنانية الصعبة والمعقدة.
تزايد الضغوطات على نظام الاسد،واستغراق دمشق الرسمية في الدم،يشي بأن الانفجار السوري الكبير في طريقه الى الخروج باتجاه احدى دول الجوار،عبر اي سيناريو يتم ترتيبه في لبنان او الاردن او اي دول اخرى،من اجل اعادة خلط الاوراق،ووضع المنطقة امام فوضى من نوع جديد وغير متوقع.
الاردن في نهاية المطاف ليس خارج هذه المخططات،فهو خاصرة حساسة،وكل دول الجوار حوله تحترق،فان وقعت حرب اقليمية واجه مشاكل عديدة،وان تم تصدير الازمة السورية اليه عبر حادث امني كبير مفاجئ،واجه مشاكل عديدة،واذا سقط النظام السوري،فان نسخ الانموذج العراقي سوريا قرب الاردن،يقول ان على عمان انتظار حرب اهلية في سوريا وصراع على السلطة وتقسيم داخلي.
هذه بعض تحليلات الدبلوماسيين الغربيين الذين يحللون وضع المنطقة،على صعيد ايران،ثم على صعيد الملف السوري،وما يمكن ان تأتي به الايام،على دول الجوار،من الخليج شرقا،الى الاردن الذي يجد نفسه آمنا حتى الان وسط دول تحترق ليبقى السؤال عما يفعله الاردنيون في الداخل،من اجل تجنيب الاردن كلف انهيار دول الجوار،بتماسك الداخل وتقديره لما يجري حولنا وحوالينا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور