للسفارة السورية في عمان نشاط امني متواصل،اذ تجمع المعلومات بشأن الاردن،وتترصد ايضا السوريين الهاربين من جنة الاسد،وبعض الدبلوماسيين السوريين ضباط مخابرات بجوازات دبلوماسية،واغلب السفراء الذين يأتون الى الاردن من دمشق هم من المؤسسة الامنية السورية،وهناك شبكات من جنسيات مختلفة تعمل مع السوريين.
نشاطات السفارة السورية في عمان،مكشوفة للجهات الرسمية في البلد،والاهم من ذلك ماتعرفه الجهات المختصة،حول ان المخابرات السورية وضعت خطة،للتخريب في دول معينة ابرزها لبنان والاردن وقطر وتركيا،وقد ارسلت المخابرات السورية خلايا كثيرة الى دول متعددة تمهيدا لمرحلة محددة.
مراقبون سياسيون يعتقدون ان حرائق الدوحة التي تتوالى تحت مسميات لتنظيمات اسلامية مختلفة،ليست الا نتاج افعال المخابرات السورية التي تريد الانتقام من قطر بسبب دور قناة الجزيرة ضد الاسد،ولان تهريب السلاح الى قطر صعب بسبب المسافات،فإن اللجوء الى الحرائق والبدائل الكيماوية امر اسهل،مما يعني ان القصة مازالت في اولها.
وزير الخارجية ناصر جودة نفى ان يكون الاردن منع السوريين من دخول البلاد،وتحدث عن حالات فردية مشكوك فيها وصلت عبر مطار الملكة علياء الدولي تم ردها وتسفيرها،وبعضنا لم يعجبه تصرف الدولة،غير انك تسأل ماشعور هؤلاء لو ارتكب بعض هؤلاء جرائم امنية في البلد،وعندها سيكون اللوم بطبيعة الحال على الدولة أنها لاتحمي مواطنها ولا امنها.
هي مفارقة،ومن هنا فإن من حق الدولة منع دخول اي شخص،يتم الشك فيه،في ظل تدفق المعلومات حول خطة المخابرات السورية التي تم وضعها بشراكة اطراف اخرى،ولنا في تداعيات لبنان وحرائق قطر،وغيرهما ادلة على ذلك،وستثبت الايام ان الحبل على الجرار،لان الدولة السورية عمليا تساوي فقط المؤسسة الامنية هناك.
هذا يعني ودون ان تكون القصة قصة اثارة ذعر مفبرك او مقصود،ان هناك مخاطر امنية في البلد،والعبء الامني ارتفع منسوبه جدا،خلال الفترة الماضية،لكننا بنفس الوقت نراهن على قوة الدولة ووعي الناس للحفاظ على استقرار البلد،الذي بقي حتى الان قائما مقارنة بكل دول الجوار التي تنهار يوميا من مصر الى لبنان،مرورا بفلسطين وسورية والعراق،وهذا يقول ان الضغط شديد،غير ان ليس من مصلحة احد،ان يلتحق الاردن بالقاطرة المحترقة وعرباتها.
لن يكون غريبا ان نسمع عن قصص غريبة وحوادث امنية خلال الفترة المقبلة،لان هناك من يريد مد النار الى الاردن،الذي برغم كل مصاعبه الاقتصادية واحتقانه الاجتماعي،الا انه بقي متماسكا،ولم يسقط تحت وطأة عوامل كثيرة،فيما كل هذه الشعارات العاطفية لاتصمد عبر التكرار بقدر تنبه الناس لبلدهم،حتى لايكونوا من حيث يحتسبون او لايحتسبون،وقودا في محرقة اطراف اخرى.
الاخطر ان الجوار مع سورية يسمح بتهريب السلاح او تسلل عناصر الى الاردن وشراء السلاح من هنا،ولامانع عند المخابرات السورية غدا من اغتيال نشاط سياسي في الاردن،او تفجير اسطوانة غاز في سيارة قرب مسيرة او اعتصام او تخريب منشأة حيوية،مادام ذلك سيؤدي الى دب الفوضى في الاردن،وهز بنيانه.
يكره الناس التحذير في وقت السلم،ويتثاقلون من الانذارات التي ُتوتر وجودهم،او يرونها مبالغة في مبالغة،وهذا طبيعي لان النفس البشرية لاتحتمل الشعور بالخوف،غير انها ليست حربا نفسية على الناس بقدر كونها وقائع على الارض.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور