لم تطلب اسرائيل ثلاثين الف جندي من الاحتياط،الا لانها تستعد لعمل عسكري واسع ضد غزة،مستفيدة من غرق كل دول الاقليم في مشاكلها،للاستفراد بغزة واهلها،في سياق قد يؤدي الى انفجار اقليمي واسع في كل المنطقة.
الغارات الاسرائيلية على غزة توطئة لما هو اكبر،خصوصا،مع انهمار الصواريخ من غزة على تل ابيب،والواضح ان العمل العسكري الاسرائيلي هذه المرة سيكون اكثر دموية من حرب عام 2008،وسط تغطية دولية وقبول للجريمة المقبلة على الطريق لهدم بنيان حركتي حماس والجهاد الاسلامي،ولتدمير البنى التحتية العسكرية والمدنية.
محللون يعتقدون ان التفجير الاقليمي يراد ان يحقق غاية اسرائيلية،تستهدف المعسكر الجديد الذي يضم مصر وغزة وبقية سلسلة الاسلام السياسي في المنطقة،والاستفراد بغزة بكل مافيها،فيما يعتقد اخرون ان استدراج اسرائيل لغزة يخفف الضغط عن النظام السوري،عبر مد ازمته الى كل دول الجوار،عبر الفصائل القريبة منه،مثل الجهاد الاسلامي،وعبر اشعال مواجهات من غزة والجولان وجنوب لبنان،وحتى مد الاضطرابات الى الاردن والخليج ايضا،ضمن مساعي تصدير الازمات،وهذا رأي يبقى ضعيفا،مقارنة مع الرأي الاول الذي يتحدث عن استهداف معسكر الاسلام السياسي الجديد اسرائيليا والاستفراد بغزة في هذا الظرف.
في كل الحالات فإن الاراء تبقى في الظل امام الدموية المقبلة على الطريق في مدينة تسلطت عليها اسرائيل دوما،وتبقى الاسئلة مفتوحة حول تداعيات اي هجوم شامل على غزة،وهل ستقف الضفة الغربية والقدس في ظل سلطة عباس الضعيفة على الحياد كما جرى عام 2008 ام ان الضفة الغربية والقدس ستنفجر في انتفاضة ثالثة هذه المرة ردا على اي سفك لدماء الغزيين.
هكذا تقع غزة فوق احتلالها القديم،ومحاصرتها المتواصلة،ضحية من جديد لحسابات الاقليم،سواء من الزاوية الاسرائيلية التي تريد الاستفراد بها،وكسر حلقتها عن بقية السلسلة الاسلامية التي تتشكل الان،او من الزاوية الاخرى المتعلقة بتأثيرات المعسكر الايراني السوري الذي يريدها شوكة في خاصرة اسرائيل ضمن سلسلة اخرى من الرسائل تجلت بصواريخ الجولان،وماقد يأتي من جنوب لبنان.
غزة امام مذبحة دموية وسكوت العرب على المذبحة امر مرعب،وليس جديدا،باستثناء التعبير المصري الايجابي الذي تجلى بجرأة رئيس الحكومة المصرية بزيارة القطاع،فيما تقول بقية التفاصيل ان غزة ستكون من كل الزوايا سببا في انفجار شامل في كل الاقليم،على عكس كل مرة،تم حشر غزة فيها في اطار غزيتها،وعزلها وحيدة باعتبارها خارجة على قانون الاحتلال البشع والمجرم .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور