الجرس الأول:
جزى الله خيراً إمام وخطيب المسجد الحرام على خطبته المسددة وذلك في يوم الجمعة من على منبر بيت الله العتيق فقد قدم للناس جميعاً خطبة عصماء تلامس حاجة المسلمين جميعاً شعوب وحكومات إلى التوبة والعودة للحق في كل شؤون حياته مهما كان حجمه ومكانته وقدرته على «تمرير اخطائه بالقوة حينا والمجاملة حينا آخر والتعمد في غالب الاحيان فمن مارس هذا السلوك سابقاً فقد حان وقت «التوبة» والعودة للحق وجادة الصواب - والعودة للطريق القويم رحمة بنفسه أولاً وأخيراً فمهما علا قدره وتعاظمت مكانته لكنه في كل أموره وسلوكياته لا بد ان يرتكب معصية عمداً أو سهواً فمن واجب نفسه عليه أن «يتغانم الفرصة» في هذه الايام المباركة وفي شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
نعم إن هذه الخطبة الموفقة «أتت في حينها لتذكر الجميع بأن «التوبة» حاجة «عامة وخاصة» ومن حسن حظ المسلم الصالح أن يمد الله في عمره حتى يغتنم هذه «الهبة الالهية» التي انعم الله بها على عباده مهما كانت اعمالهم ومعاصيهم لكنه هو الخالق الارحم بنا جميعا فمن لم يتغانم هذه الايام وهذه الفرص النادرة فسيندم ندماً عظيماً طوال حياته وهذا من سوء حظه حيا وميتاً.
لن «اتقمص» دور الخطيب فانا اذكر اخواني واخواتي المسلمين واذكر نفسي أولاً ومن حولي بالعودة «للحق بالتوبة» فمن تاب تاب الله عليه وسدده في كل اموره مهما كانت خسائره الدنيوية فلا تساوي مكاسبه «التي سيجنيها من جراء توبته النصوح رحمة بنفسه وبأهله ومجتمعه ووطنه وأمته الاسلامية التوبة يا اخواني أول الطريق نحو «قبول اعمالنا» من الله عز وجل بل هي «مفتاح نصرنا» على الاعداء الذين «احتلوا أرضنا» ومقدساتنا فمن قدر على الانتصار على نفسه واهوائها قدر بلا شك على «ألد الأعداء» الصهاينة الاشرار الذين احتلوا «المسجد الاقصى» والذي « لم يستطع» المسلمون بعدتهم وعتادهم وعلاقاتهم من استعادته لا حرباً ولا سلماً فلو كان المسلمون على قلب رجل واحد «تائب» عن شهوات السلطة والكراسي وتوجه بأمته لله قولاً وعملاً لصلح حال الأمة الاسلامية ولاستعادت مجدها التليد الذي ورثناه من السلف الصالح.
الجرس الثاني:
نعم هي التوبة يا عباد الله بل هي التوبة في السر والخفاء وليس التوبة في الامور الشخصية كافية بل التوبة في الممارسات العملية فمن استطاع التوبة عن «الفساد المالي والاداري» في العمل المؤتمن عليه سيورث الأمة وضعاً اقتصادياً وتنموياً افضل يوفر للآخرين حياة كريمة تدفعهم ايضا «للتوبة» عن تلقيط الرشاوى من هذا أو ذاك او التستر على هذا «الفاسد» من اجل حفنة من الدراهم تسمم حياته وحياة اسرته الى أبد الآبدين اما التوبة الاهم من وجهة نظري هي التوبة عن «ايذاء الناس» بالقول والعمل وكل منوط بهذه التوبة التي حتما ستصلح حال الامة وتساعد الآخرين على «التمتع بحقوقهم» بدون منة من هذا أو ذاك بل هي مساعدة من كل «مسلم لأخيه المسلم» على التوبة لله عز وجل والعودة للحق والرأفة بحاله وحال اسرته من بعده - فللأسف الشديد ان المعاصي «احيانا تورث» في الطباع أو الاقتباس وفي احياناً كثيرة في التمتع بمال او سلطة غير شرعية.
تجر على الورثة صغاراً وكباراً الويل والثبور وعظائم الامور «فيا حبذا لو برأ كل واحد منا «ذمته وهو حي لكان اجمل هدية يقدمها لنفسه أولا ثم لورثته لاحقا فالتوبة عن الحرام في االحال والمال فرصة سانحة لكل «عبد مسلم صالح» والحمد لله كثيرا ان وهبنا الوقت والفرصة لمراجعة النفس والعودة للحق مهما كان هذا صعباً في الحياة الدنيا لكنه حتما سيكون اصعب في يوم الحساب والعقاب فاللهم برئ ذمتنا الدينية والمالية والاجتماعية واخواني المسلمين في كل ارجاء المعمورة اللهم آمين.
الجرس الثالث:
أما التوبة الأهم والتي لو قام بها الجميع حكومات وشعوب هي «التوبة عن الربا» قليلة وكثيرة فما جر علينا الويلات الا «الربا» بكل صوره وألوانه واشكاله وتبريره وتحايله هذا الربا هو الحرب العلنية من الله عز وجل على كل مسلم يعرف عقوبته فقد اختار ان يكون مستهدفاً من «الله ورسوله» تخيلوا كيف لمسلم لا يخاف حرب الله له ان يوفقه الخالق عز وجل في كل اعماله مهما قدم الله له من الفرص للعودة للحق لكنه لا يعي نعم الله فيتمادى في هذه المعصية والتي حتما هي «غضب معلن» من الخالق عز وجل فيمده في طغيانه على نفسه وعلى من هم تحت إمرته ليأخذه الله اخذاً نحو «جهنم وبئس المصير فالبعض يغبط الذين يملكون المال والجاه والزخارف الدنيوية ويستعجبون من كرم الله عز وجل على هؤلاء بالرغم من «سلوكياتهم» غير السوية وهم لا يدرون أن كل هذه المغريات لهؤلاء «العاصين» ما هي الا عقوبة عاجلة ليمدهم في طغيانهم و»معاصيهم» ثم يجرهم الى جهنم وبئس المصير فلا «تحسدوا» العاصي على متاع الدنيا بل احمدوا الله كثيرا جلت قدرته الذي انعم عليكم «بالكفاف» حتى يكف انفسكم الامارة بالسوء عن «ارتكاب» المزيد من المعاصي الخاصة والعامة انها نعم من الله عز وجل لا يعرفها الا من ذاق حلاوة «نقاؤها» وطهارتها والحمد لله أولاً واخيراً اللهم طهر قلوبنا وجيوبنا.
خاتمة:
التوبة فرصة عظيمة فاغتنموها؟
المراجع
عودة و دعوة دوت كوم
التصانيف
عقيدة
|