قبل شهور قال الملك لضيف قادم من باريس ان الجيش العربي الاردني لن يخرج خارج الاردن الا في حالتين،الاولى تتعلق بالاعتداء على القدس والمسجد الاقصى، والثانية تتعلق بظرف ما لا اريد ذكر تفاصيله الان.
كلام الملك حول القدس قيل في شهر تشرين أول الفائت، ويومها أضاف قائلا انه كملك هاشمي لن يسمح ابداً بمس المسجد الاقصى.
قيل هذا قبل ثمانية شهور، والبارحة يطالب النواب بالتدخل العسكري لاجل القدس والاقصى، ويحث البعض الدولة الاردنية لشن حرب على اسرائيل، لاجل المسجد الاقصى، لان المسجد من مسؤوليات الاردن الفعلية.
يريد البعض الاخر طرد السفير الاسرائيلي في عمان، واستدعاء السفير الاردني في اسرائيل، والبوصلة الشعبية تحمل تصعيداً دائماً ضد اسرائيل، ولا يمكن ان تتطابق مع الاحتلال.
ما قاله النائب محمد القطاطشة، امس، مهم جداً في جلسة النواب» الاعتداء الإسرائيلي اعتداء على كرامة الأردنيين وكرامة العائلة المالكة».
مغزى كلام النائب ان القصة اردنية بكل ما تعنيه الكلمة من استفزاز ومسؤوليات ونتائج فوق كونها فلسطينية وعربية واسلامية.
ماذا لو خرج اهل القدس غدا وطلبوا من الاردن التدخل العسكري لاجل المسجد الاقصى، ونحن قبل ايام شهدنا توقيع اتفاقية ُتجدّد وصاية الملك السياسية على الاقصى، ووصايته على صعيد النسب والسلسلة الهاشمية؟
.
هذا يقول ان هناك نتائج كبيرة لهذه الوصاية لا تقف عند حدود الجانب الوجداني، بل تمتد الى جوانب اخرى، لها استحقاقات مختلفة.
التهديدات على المسجد الاقصى تتعاظم، ومحاولات الاقتحام تتزايد يوماً بعد يوم، وقد نفيق على محاولة لهدم المسجد الاقصى،او تقسيمه او تخريبه بأي طريقة كانت على يد الاسرائيليين.
مطالبات بعض النواب ُتعبّر عن رؤاهم الشخصية، وليس بالضرورة صوت لمراكز القرار، او تنفيس للاجواء والاحتقانات.
في كل الحالات فإن الفرق كبير بين الواقع والخيال.. الذي يفصل بين الامرين، هو الصبر فقط وانتظار ما ستأتي به غوامض الغيب.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة ماهر أبو طير جريدة الدستور
|