وعلى نقر الوجع انثر عطر الصبر بالدعاء على ابواب السماء، وازيّن ذاكرتي بشيء من حكيم كلامك واعتق الحبر في اوراقي المتساقطة امام لحظات الضعف وانشغل بابتسامات المساء حين تدق بابي الرسائل، امسح عن الجدران عينيك التي تلاحق تأملاتي..احمل صمتي نحو المجهول.

حزينة انا كشجر الخريف اتساقط على ونات افكاري..وامد يدي ليدك.

لاشيء هنا.. سوى مقعد نتشاركه لازال يطوي بين ثناياه رائحة الوقت الراكض منا كلما التقينا، و برد قارس يزحف قبل اوانه الى اطرافي فتتجمد عقارب الساعة وحدها نبضات القلب تتحدث، تبكي..تثرثر..اشدّ حبال القوة واتكىء على مرفق اشراقك وبحري يفيض الى صدرك كلما ضاق به المدى، فأرتكز على صوتك لاستكين. بعضهم يدخل حياتنا وندخل قلوبهم في وقت مقدّر ليكونوا... دون فوضى، دون قوة و دون ادنى التماس؛ لأن مقاعدهم محجوزة مسبقا وإنْ تأخروا بملئها.

كيف اكتبك؟..

لازلت اجهل، لا زلت اشعر كم هي فقيرة الحروف...لازلت كلما نقرت على «الكي بورد» لانقل فكره تقفز اخرى وتمحو ما اردت، كلما اردت ان اروي قصة التصاق الروح بالروح تفر مني النقاط وتعلن عصيانها فلا املك الا تلك الاحلام الفسيحة التي أوُرّثُها لقلبك، كلما تنهد شطر فرّ من قلم لانه يعرف ان الحزن مستوطن على زوايا ايامي ..تمنيت ان يباغتني فرح طويل حتى يقتلني، فباغتتني نبضة مسافرة دقت بابي ليلة حملت وجهك بصهيل اصيل ونور، كأني كنت في غربة وعدت الى موطني وبيتي مشيّدا بين رابط كفك وصدرك ؟ و حنين وراء حنين يكتب عنواني ومعنى ايامي.

اعدتني لرسائلي المهملة لرجل لا اعرف اين يقطن ومن يكون، اعدتني لفصل انبثاق الحرف الاول على السطر الاول للصورة الاولى في منعطف اتزاني، اعدتني الى فنجان قهوتك حيث ولدت انا ولم يخبروني، فعرفت ان هناك انت وعرفت ان الذاكره تتواصل معك وتشتهي سحابة يزخ معها مطرك فيعبق ترابي برائحتك..واتساءل واستدرج القدر ليبوح ولا يبوح ! عيناك اخاف منهما، اتفاداهما لكي لا تفضحا امري..فلا تغضب حين اقفل الباب بنظارة سوداء، اني احارب ضعفي ورجائي واشتت نظراتي المثقله بالاحتياج لئلا تتطاير شرارات الكلام، واني كنت فقط أحافظ على آخر قلاعي.اهديك بسمة وترنيمة توالٌد العشق في رحمي، ولا احتاج الا لصدر يضمني بين شرفاته ومركب يحملك الى عمق عيني فنتشارك الامل حتى وإنْ كان الوقت لا يسعنا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   لارا طماش   جريدة الدستور