لأول مرّة نكتب ثاني يوم العيد مباشرة ..اعتدنا على الكسل طيلة أيام العيد ..لكن التجربة تستحق أن تصحو لها باكراً وأن تحلق من أجلها ذقنك وأن تلبس لها أبهى ثيابك ..،،
أضحكني زميلي محمود الخطيب عندما اتصل بي مؤكداً وجوب كتابتي و وصولها ( بدري ) : سائلاً إياي : هل وصل العيد للغور عندكم ..؟ قلت له : بالتأكيد وصل فقد رمت عبدون و الصويفية بعضاً منه علينا ..،، الخطيب لم يكن الوحيد الذي سأل : فهذا السؤال يتكرر معي و مع الجميع : كيف كان العيد معك..؟؟ أو عيّدت ..؟؟.
هذه المرّة ..نعم عيّدتُ و عيّدتُ و عيّدتُ ..لدرجة إنني لم أبعث مسجاً لأحد كباقي الأردنيين في ( التسابق المسجي ) ..ولم أطلب رقماً لأصرف ( كل عام وأنت بخير) ..بل وضعتُ معايدتي على ماسنجري : ومضيتُ أبحث عن أطفالي ..عدتُ معهم خمسة وثلاثين عاماً للوراء ..حوّشتُ كل حرماني ..جمّعتُ كل ما أستطيع إليه الوصول من الضحك ..وأجلستهم معي و مضينا نلهو بعيدنا ..بل صنعتُ لهم العيد بعيداً عن العيد ..كان البيتُ عيدي بعيداً عمّا يحدث برّا البيت ..،، أغلقتُ أذنيّ و عينيّ و كمّمتُ فمي كي لا يخرج منه لساني ..،،
لم أفتح على أي موقع إلكتروني أردني أو غير أردني ..ولم أستمع إلى نشرة أخبار..،، فمن شروط العيد أن تفعل ذلك ..،، فقط مع أطفالي ..ومع اثنين من أصدقائي على الماسنجر ..الزميل خالد عياصرة من الأردن ..و الزميلة الفلسطينية المقيمة في الإمارات راوية نور ..،،
وصل العيد إلى الغور ..بل إلى قريتي الكرامة ..بل إلى بيتي ..،، أمّا كيف وصل ..؟ فالطريقة سهلة جداً ..لا تجعل العيد يصل إليك بالطرق الرسميّة ولا الشعبية .. فقط اجعلهم يعلنون لك العيد وأنت تولَّ جميع تفاصيله بعد أن تُغلق عليك نفسك ولا تُدخل إليها إلاّ من تريده أن يُعيّد معك ..،،
هكذا كان عيدي ..أمّا أنتم : كيف كان العيد معكم ..؟
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور