أنهيتُ قبل يومين قراءة الكتاب الذي صدر أخيراً للمحامي خليل الدليمي ( هذا ما حدث ) أو ( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية ) ..وللحق ..أن الكتاب جذاب و شيّق وفيه من المعلومات الجديدة الكثير .. كنتُ أتصوّر قبلاً أن الدليمي مهما أراد أن يضيف فلن يضيف معلومات قيّمة ..و ثبت عندي :عكس تصوّري ..،،
الكتاب رحلة حقيقيّة في تفاصيل صدام حسين أثناء الاعتقال ..وفيه إجابة وافية عن كيفية اعتقال الرئيس بلسانه هو : ولا أعلم لماذا بقيت تفاصيل الاعتقال مؤجلة حتى تصدر في كتاب ..،،
تعرض الرئيس إلى ضرب كثير ...و إهانات لا حدود لها ..منذ الاعتقال وصولاً إلى لحظة الإعدام ..و تفاصيل لم أصدقها لأني نظرتُ إليها بعين المُحب ..أو لأني لم أرد لها أن تحدث ..كل هذا وأنا أسأل : أي رجل هذا الذي تحمّل كل ذلك ومضى إلى الموت في آخر المطاف كمن يمضي للقاء من يحب ..؟؟،،
أجابني الكتاب على أسئلة كثيرة ..وإن بقيت لديّ بعض الأسئلة ..منها قصة الشبيه ..فقد نفاها صدام حسين نفياً قاطعاً ...ومنها أيضاً حواره في المعتقل مع سيىء الصيت و السمعة ( رامسفيلد ) : هذا الحوار الذي تناقلته وسائل الاعلام بطريقة جعلت منه حقيقة : ولكن الرئيس نفى حدوثه و نفى معه أية مفاوضات بينه و بين الأمريكان منذ اعتقاله ..،،
لا أريد أن أحرق الكتاب عليكم ..فهو يستحق الاقتناء كمرجع لما حدث ..ولكن ما أريد قوله باختصار عن هذا الكتاب : صحيح أنه يحكي عن صدام حسين ..ولكنه أيضاً يكشف عن بطولة حقيقيّة للمحامي خليل الدليمي و الذي يعتقد الكثيرون بأنه كان يسير بظروف مرفهة ليتفاجأ أن الموت اقتحمه ألف مرة و لكن الله لم يُرًدْ له المنيّة في الألف مرة ..،،
صدام حسين رغم كل هذا الاختلاف عليه إلا ان لحظة استقباله للموت ستبقى هي الإجماع ..ولا ينكر بطولتها إلا حاقد أعمى ..،،
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور