كلما سمعتُ أغنية (ماجد زريقات) الوطنية (يا حلاتك يا وطنا يا حلاتك).. أشعر بالغربة.. لا أعلم لماذا..؟ يمكن لأن (ماجد) جعل اللازمة عنده (أعشق النسمة إللي تيجي من تلاتك).. وكلمة (تلاتك) معناها (عندك).. هذه الـ (تلاتك) تُقشعر بدني.. وأذوب بها.. ومن أجل هذه الكلمة فقط قررتُ قبل الرحيل من الغور إلى عمّان أن أقتحم عالم (ماجد زريقات).. أردتُ أن أصنع معه (كيمياء).. ومع إنني في مرحلة التحضير الكيميائي.. إلا إنني أقول وعلى رؤوس الأشهاد (أنا أشتريت زَلَمة بكلمة.. هي تلاتك).

قلتُ لماجد وقت غاب ثلاثة أيام دون تواصل: يا رجل.. لا تنقطع عنّي.. أنا اتخذك جسراً لي.. رايح أركب على ظهرك وبعد أن أشبك مع عمّان: أوعدك رايح أنساك.. ضحك ماجد.. ضحكة العارف بالقروي البدوي القادم إليه من غياهب الغور.. كنتُ أعتقد أن (ماجد) جسر صالح للوصول من خلاله إلى (ناس كثار) في عمّان.. وحتى أكون أكثر دقة (مش ناس كثار.. ناس كبار).. لأنه نجم غنائي أردني.. وممثل معروف.. وكاسح الزلمة على الفيس بوك.. ووين ما أروح ألقاهم حاطين ماجد.. يعني نجاح وشهرة.. وركزوا معي على كلمة نجاح وعلى كلمة شهرة كمان.. قلت لحالي: يا ولد يا كامل وقعت على كنز اسمه ماجد.

وعندما جئتُ أستخدم الكنز.. يا ويلي ويا ميلتي.. طلع ماجد خجول.. يمشي

وعيونه في الأرض.. علاقاته بالمسؤولين مثل علاقة جدتي بأوباما.. وطلعتُ أنا وإياه نبحث عمّن يعيد اكتشافنا من جديد.. فكل هذه الشهرة والنجاح لم تحقق له الشرط الأول من الاستقرار المادي والاقتصادي.. يعني مثل حكايتي.. شهرة محلية أدفع ثمنها من قوت أبنائي.. وسألته: هل أنت ناجح؟.. سكت وقال: وأنت؟.. قلت له: النجاح اللي من هالنوع هو الهزيمة اليومية.. نظر إليّ بعينين على مشارف البكاء وقال: اكتب عن نجاحي بهذه الطريقة..

ورغم سرعة بديهة ماجد في إلقاء النكتة التلقائية.. إلا إنه عند أول منعطف في ذكر الأردن يتكلّم و تتكلم معه الجوارح.. وتشعر حينها بقيمة كلمة (تلاتك).. انه يعنيها.. بل لعله قصد في عقله الباطن (الغربة داخل الوطن) وإلا ما الذي يجعل شاعراً وفناناً يغني داخل وطنه (أعشق النسمة إللي تيجي من تلاتك).. إنها غربة الروح داخل الوطن وليس سواها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور