قناع البلياتشو هو أحد أقنعة الشاعر صلاح جاهين الذى كان يختفى وراءه فلا يستطيع أحد محاسبته لينتج لنا رمزاً يستطيع المتلقى تلقيه كما يشاء ، لم يكن هجوماً متمرداً ولم يكن صامتاً وإنما كان يستخدم أقنعته الكثيرة
علقت فى المسمار قناع مهزلة
ومعاه قناع مأساه بحزن ابتلا
بصيت لقيتهم يشبهوا بعضهم
واهو ده العجب ياولاد وإلا فلا
عجبى !!
ورغم استيعاب رمز البلياتشو إلى حد ما لفلسفة جاهين الضاحكة الباكية إلا أنه كان أحياناً يمل منه أيضاً مثلما كان يمل من بقية الأقنعة التى لم ترضِ رحابة أفكاره الرشيقة
بلياتشــــــو قال إيه بس فايــدة فنونــى
وتلت وقــق مســـــــــاحيق بيلونونــــى
والطبـــــل الزماميــــر وكتــر الجعيــــــر
إذا كان جنون زبونـى زاد عـن جنونـى
عجبى !!
لا نستطيع أن نوجه إلى هذا البلياتشو أصابع الاتهام فلم يكن صامتاً وإنما كان يتكلم ويصرخ ويضحك ليفزع الخدم والحرس بنكاته اللاذعة المختبئة فى سترته وخلف المساحيق
أنــا قلبــى كـان شخشيخـة أصبح جرس
جلجلت بـــــه صحـــوا الخــدم والحــرس
أنــا المهرج ... قمتـوا ليــه خفتـوا ليــه
لافى إيدى سيف ... ولا تحت منى فرس
عجبى !!
لم يكن جاهين الوحيد من يختبىء وراء المساحيق فقد استخدم الشاعر فؤاد حداد قناعاً آخر "الأراجوز"
وأيضاً استخدم الرمز الكثير من الأدباء لظروف اجتماعية وسياسية ... إلخ ، وأيضاً استخدم لجمال الرمز نفسه واستخدمه جاهين ليداعب جمهوره ويداعب البهلوان
فى الهو ماشــى يا بهلوان إش إش
يا فراشــــة منقوشــة على كل وش
شــــقلبت عقلــى وعقلــى شــقلبنى
وكنت بحسبنى ... بقيت ما اندهش
عجبى !!
تختلط علينا أقنعة جاهين وتكثر لدرجة أننا لانستطيع التفريق بالضبط إن كان هذا قناعاً أم وجهه الحقيقى لدرجة أنها تختلط عليه هو نفسه فكل الأقنعة صادقة تماماً
مهبوش بخربـوش الألــم والضيــاع
قلبى ... ومنزوع م الضلوع انتزاع
يا مرايتى ياللى بترسمـى ضحكتــى
يــا هلتــرى ده وش والا قنــــــــاع
عجبى !!
نعم كان مهرجاً يضحك لتتعرى أنت أمام نفسك ويظل هو مختبئاً وراء زركشته لكى يحتفظ بـ "كتر الجعير" أطول مدة ممكنة ، فهل يلتصق القناع بوجهه هذه المرة ... ؟
بين موت وموت ... بين النيـران والنيـران
عـ الحبـــــــل ماشــيين الشجــاع والجبــان
عجبــى عــلادى حيــــــــاه ... ويــا للعجب
إزاى أنـــــــا يــاتخيـــن بقيت بهلــــــــوان
عجبى !!
هل يتعجب هو أنه أصبح بهلواناً يعلم كل من يستطيع أن يندهش وكل من يستطيع أن يضحك ويبكى ... أم نتعجب نحن ... عجبى !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نُشرت هذه الدراسة للشاعر المبدع حسام العقدة فى الصفحة الأدبية بمجلة حواء المصرية العدد 2222الصادر فى أبريل 1999إشراف الأستاذ عبد الله العفيفى
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر شعراء أدب مجتمع