قبل أسابيع: قامت الشابة الكندية "تانيا" بالوقوف في الشارع الرئيسي ورفعت لافتة مكتوبا عليها "عناق مجاني"..،، طبعاً تانيا ليست أوّل مرّة تعمل هكذا.. بل للسنة الثالثة على التوالي كما جاء في الخبر..،،.

ليس المهم ما قامت به تانيا.. فهو في حضارتنا وتقاليدنا "برادة وقلّة حيا"..،، وشو هالحُرمة إللي "نازلة تعبيط" بالرايح واللي جاي..،، هو ذاك.. ولا تزعلوا.. ولا أدعو لذلك..،، ولكن المهم: وكل المهم: هو أسباب تانيا للقيام بمنح عناق مجاني.. فقط "لأن الكثير من الناس يحتاجونه"..،، شفتوا الحنيّة لوين وصّلت بشابة بعمر السادسة والعشرين..،، إحنا الواحد منّا يا دوب عابط طفله الذي يضحك له وهي تعبط من شاء من المارّة..،،.

أعجبتني الفكرة.. ولا أدعو إلى تطبيقها.. والذي أعجبني هو روح الفكرة..،، روح العناق.. روح العبطة..،، فنحن شعوب عربية تنزل إلى الشارع وتمارس العناق بحرفية مُذهلة.. أكثر من تانيا وإللي خلّفوا تانيا وحضارة أجداد تانيا..،،.

ألم نعانق كل كشرة في الشارع الرئيسي..؟ ألم نعبط كل عامود كهربا بغض النظر كان فيه كهربا وإلا محطوط منظر..؟ ألم نحضن كل هذا الهم والقهر من أول الصباح إلى آخر النواح..؟،، نحن أُمّة العناق والعبط..،،.

الغريب.. أن خبر العناق المجاني وصلني عبر البريد الألكتروني.. ومكتوب في آخره "متى تزور تانيا الأردن"..؟ وعندما دققتُ في الخبر وبحثتُ عنه.. وجدتُ أن كثيراً من المواقع قد نشرته حرفيّا مع تغيير في اسم بلد الناشر في التعليق على الخبر فقط.. السوري كتب: متى تزور تانيا سورية..؟؟ والخليجي كتب: متى تزور الخليج..؟ والمصري كذلك..،، إذن.. نحن شعوب طماعة.. وغير راضين بما لدينا من عناق في كل شوارعنا المتشابهة تماماً..،،.

أما السبب الرئيسي لكتابتي عن هذا الخبر والآن بالذات.. فلأن حكومتنا الجديدة قررت أن تقوم بدور تانيا مساء هذا اليوم وقررت أن تبعث مندوباً عنها يعانقنا مجاناً في الشارع الرئيسي ويلاحقنا للبيوت..،، أما مندوب الحكومة في العناق المجاني فإنه قرارها "برفع طفيف لأسعار المحروقات"..،، طفيف قال..،، حدا يمسّكني "مستر طفيف" إللي خرب بيوتنا ونازل تعبيط مجاني فينا كل شويّة لحد ما بعنا ملابسنا..،،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور