يصر سليمان الترعاني أن يعيدني للوراء. ولكن ليس كثيراً: فقط "طنعش ثلثطعش" سنة.،، عاد الترعاني من أميركا. ولم آخذه "خلاوي" بعد. أنا بحاجة لسليمان "خلاوي". أريده أن يحدثني عن أميركا وإللي جاب أميركا.،، وهل ما زالت الحلم الذي ينام ويصحو عليه الطامحون بالهروب من سقف السيل وشارع طلال. أم أن أميركا مثلها مثل الزرقاء والمفرق،، هل فيها أمريكي قُح. وهل هذا الأمريكي يصرخ ليل نهار في وجه حكومته "أنا حراث ابن حراث"؟ وهل فيها واحد قاعد لا شغلة ولا عملة: بس يحكيلك على الطالعة والنازلة: اعرف مع مين بتحكي،، وهل فيها كاتباً مثل ماهر أبو طير: كلّما ابتسم في وجهك: نزلت من عينك أنت دمعة؟،.

كان سليمان الترعاني في أواخر التسعينات يمتلك "مرسيدس صفراء" وكلّما ميّل على كازيّة يعبّيها بخمسة دنانير وعندما يسأله أحدنا: بس بخمسة يا سليمان؟ كان يقول: أخاف العوامة تطف؟ وبعد كل هذه السنين جاء سليمان ليقول لي: كان مش صحيح هوعملياً ما فيش غير هالخمسة "وحياة عميروما في غيرو"، والذي لا يعرفه سليمان أننا كنا نعرف ذلك ولكننا نحترم الخمسة الحمراء لأنها شيءّ كبير، وبهذه المناسبة ركب معي قبل أيّام الساخر الجديد همّام رباع: وعندما ميلت على الكازية حطّيت بخمسة حمرا.. فقال لي ساخرا: شفت؟ ما اختلف شيء قبل الارتفاع كنت تحط بخمسة وبعد الارتفاع صرت تحط بخمسة. فقلت له: صدقت. ولكن قبل الارتفاعات كنت أروح وآجي على أهلي في الغور: هسا أروح وتقطعني بالرجعة بوادي شعيب،.

يعود سليمان ثانية. وسنتحدث "خلاوي" ثانية وثالثة. وسنجلس في حديقته. وستصبح كل أحلامنا كيف نحافظ على الخمسة الحمرا ليس من أجل البنزين: بل من أجل أن تصبح الخمسة الحمرا: خمسة وخميسة بعين إللي ما يصلي على النبي،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور