لي عدة أيّام أشعر بالبلادة ..حاس حالي كتلة من الجمود ..لا تستفزني الأشياء التي كنت أوّل ( ما أشم ريحتها ) إلا و أنا فاعط مثل الزنبرك ..،، من أوقف زنبركي عن الفعطان ..؟ من له مصلحة بتحويلي إلى واحد يراقب كل شيء بعينين مفتوحتين و فمْ كالمغارة يفتحه كي يوصل رسالة مفادها : ( هو شو في ؟؟ ) ..؟؟

أكاد أجزم بأن المواطن لا يتذكر أنه مواطن إلا عندما ينظر بالصدفة أو قسراً إلى رقمه الوطني : يفتح على النت ولا يبحث عن الأردن ..؟ يفتح على كل القنوات و ينط كالملسوع عن التلفزيون الأردني ..،، يمشي في الشارع ويرد السلام بكل اللهجات إلا بالأردنية : إزيّك ؟ السام عليكو ..أو ..هلا عيني : شاكو ماكو .؟؟

قلتُ لكم ذات هدوء : المرأة هي الوحيدة القادرة على استفزازي : ليس لأنها أنثى : بل لأنها تحمل كل مقومات الدهشة و التناقض في التوقيت الغلط ..،، حتى هذا الأمر ما عاد يستفزني ..والمرأة تحولت في نظري إلى ( قالب كعك ) الذي كانت تستخدمه أمي قبل العيد بأيام قليلة ..،، ضع أي امرأة في شكل القالب الذي تريد : وستحصل على نتيجة فيها ( إزاحة ) نتائج التوجيهي الإلكترونية ..ستخرج لك المرأة من تحت القالب وتعيد تشكيل نفسها سريعاً وأنت تنكمش و تحشر نفسك في زاوية بانتظار أن تضعك هي في قالبها لأنك أصبحت عجيناً في يديها ..وانقلب سحرك عليك ..ليس لأنك لا تعرف السحر بل لأنها المرأة هي السحر ..،، ومع ذلك لم تعد تستفزني ..بل أشعر بإني البليد الوحيد الذي قد يفهم كل شيء إلا المرأة ..لأني لو فهمتها مرة واحدة فقط فسأنهي ( عصر النساء ) هذا ..،،

أنا بحاجة إلى استفزاز ..لدي نقص حاد منه هالأيام ..هل من أحد يرسل لي أي فاتورة حكومية ..أو يرسل لي صورة للفساد الذي أسمع عنه حتى من الحكومة نفسها و لا أراه ..،، لا لشيء ..أعطوا الفساد الأمان ..فقط : لعل وعسى عندما أنظر للصورة يتحرّك فيّ شيء يجعلني أُلقي القبض على نبضة واحدة من نبضات الاستفزاز الذي غدرني و هرب من داخلي أو أنا لم أستطع الحفاظ عليه..،،


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور