تصلني رسائل إلكترونية بشكل شخصي: تستحثني على أن أسكن في عبدون: والصويفية..أو أرقى المناطق في عمان..،، لا يكاد يُعدّي يوم أو يومان: دون ذلك الإعلان..والمشكلة: أن الإعلان ليس من شركة واحدة: بل كل مرّة من شركة غير..،، والإعلان كما يبدو لي وحدي "طبعاً هناك طريقة يوهمونك فيها بأنك وحدك المقصود"..،،.

وليست هنا المشكلة أيضاً..فما المانع أن أكون من سكان "عبدون وما عبدنت" أو "الصويفية وما صوفنت" أو حتى "الشميساني وما شمسنت"..لا يوجد أي مانع أو لولب: لا قانوني ولا شرعي..،، من حقّهم أن يرسلوا لي ما شاءوا..من حقهم أن "يشحرنوني" و"يعشموني" ويطلّعوا في عيني ألف شحاد و شحاد..،،.

قلتُ لكم: ليست هنا المشكلة..بل في جُملة دائما ترافق الإعلان: السعر مغري..،، ها ها ها ها ها..أبوك يا الإغراء..،، يا ترى ما هو السعر المغري لواحد مثل حالاتي..؟؟ فالشركات التي تبعث لي هكذا إعلانات: هل تعرفني عن جد؟ هل تدرك انني وتسعين بالمائة من الشعب الأردني تثقل كاهلنا العشر ليرات..،، هل تعلم أن زيارة واحدة للطبيب رغم التأمين الصحي: تجعلك تؤجل عزيمة لفرد واحد أسابيع على الأقل..،، هل تعلم بأننا من حَمَلة شهادة دورات "دوري في الشعبطة"..؟؟ ألا تعلم هذه الشركات بأننا نختفي في الأزقة والحارات وأحياناً نغلق علينا بابنا لأننا نتدلل على المؤجّر ولا نريد أن نحرجه أو نكسفه بعودته خالي الوفاض من الأجرة المكسورة علينا..؟؟.

عن أي سعر مغرْ؟؟ أو هل يعنون أنهم "يشترون رجّالة" ويهتمون فقط بحسبنا و نسبنا ولا ينظرون لجيوبنا التي فيها "فواتير" تهددك بالفصل والقطع وأكل الزفت..؟؟،، كل ما أخشاه أن أكون ظلمتُ هذا السعر المغري ويكون فعلاً مُغرياً و حسب إمكانياتي..،، يجوز يكون القصد أن أتملّك شقة في عبدون والسعر المُغري هو: الحساب يوم الحساب..،،.

يا سادة: لا أريد شقة في عبدون..ولا خربوشاً في الصويفية..ولا مطرح رجل في الشميساني..،، أريد فقط أن "أحصل على قوت يومي وآمن في سربي" وأن أغلب "غلبة الدَّين" وأقهر "قهر الرجال" وخذوا كل متاع الدنيا لكم وحدكم..،،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور