من بداية "رحلة السكري" إلى الآن.. وأنا كالغريق الذي يتعلق بقشّة.. وصفوا لي مئات العلاجات الشعبية.. عقلي يرفضها: لكنه الهَوَس في طلب "النجاة": قاتله الله..،، قلتُ لكم "وصفات شعبية" والبديل ليس بالضرورة "وصفات حكومية".. ولأنني كاتب شعبي: ركبتُ بحر الشعب وما استفدتُ إلاّ البلل وسط البرد القارص..،،.
تناولتُ كميات من "الترمس المُر" فازدادت حياتي مرارة مع زيادة السكري وزيادة ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة وجودي ككائن يبحث عن الحلاوة..،، أحدهم وصف لي "الكوسا المسلوقة" فسلقتُ معها كميّة من الرجاء الذي ضاع على باب الأمنيات..،، قالوا لي عن "الكيوي".. تصوّروا،، أنا أتعاطى الكيوي: فاكتشفتُ مع التطبيق عدم تصديق نفسي بأن الفواكه علاج: فارتفع السكري فرحاً بالفاكهة التي كانت يوماً ما من أحلام أحلامي..،، أحدهم أقنعني بـ "العسل" وخصوصاً اليمني فأنقذني "محمد حسن العمري" مرتين بإرساله من هناك خصيصاً لي.. واكتشفتُ أن العسل يشفي كل الأمراض إلا السكري..،، وقبل أشهر وصفوا لي "ورق الزيتون" بطريقة إعداد في غاية البساطة: ولم يكن إلا الفشل حليف التجربة..،،.
الغريب أنني مواطن مقتنع تماماً بسوء الحلول الشعبية المُقدمة لي.. ومع ذلك تجدني أندفع نحوها بلا "بريكات" أو تخفيف سرعة على الأقل.. تماماً مثل حالتي عندما أندفع نحو كثير من قرارات الحكومات وأصفّق لها بعنف: مع علمي المُسبق أن القرارات بحاجة إلى ملايين الأطنان من العسل لتصبح حلوة المذاق..،،.
ذكرى النكبة على الأبواب.. ضيعنا فلسطين: فلا تضيّعوا بعدها علاج الضياع.. لأننا أمّة: كلّما انتكبنا ضعنا في وصفات لا توصلنا إلاّ إلى السكري والضغط.. والجلطة متفقون عليها ولا داعي لذكرها..،،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور