كل عام مكتوب عليّ أن أتكلّم عن العطش الذي تعانيه قريتي "الكرامة".. كل عام مطلوب منيّ أن "ينشف" ريقي الناشف أصلاً وأنا أقول: يا وزارة مياه: يا مسؤولين: يا أصحاب قرار: والله والله والله "إن المَيّة تروي العطشان": هذه حقيقة علمية للتذكير فقط.
أحلف لكم أغلظ الأيمان أن قريتي "قرية أردنية" وتدفع ما عليها من حقوق ولكنها لا تأخذ ما لها من حقوق.. أحلف لكم وستصدقوني: أن في قريتي بشرا عاديين ومثلنا تماماً "يمشون ويركضون ويقفون ويقعدون": وأن إناثهم نساء: وذكورهم رجال.. وأنهم مثلنا أيضاً يذهبون للعمل ويتعبون ويعرقون..،،.
أحلف لكم وستصدقونني أيضاً: أن في قريتي الكرامة شوارع وحارات.. وعمال بلدية وحاويات نظافة.. وفيها مخاتير وأساتذة ودكاترة ومهندسون.. وفيها شعراء وأدباء ومبدعون..،،.
أحلف لكم أن قريتي: ككل القرى: أسماء أبنائها: أحمد ومحمد وخليل ويوسف وحنان وسارة وخديجة وسوسن.. وإنهم يحملون أرقاماً وطنية: وإنهم يصوّتون بكل أنواع الانتخابات: وإنهم يلبسون أحذية "بالة وغير بالة": وإنهم يتنفّسون كباقي البشر ويعرفون الشهيق والزفير كما يعرفون الدم الذي لا يصير ماء..،.
أحلف لكم ولا أعلم هذه المرّة ستصدّقونني أم لا.. أن قريتي وادعة.. تجوع ولا تُعلي صوتها: تتألم ولا يراها أحد.. تعطش منذ أسابيع ولا يروي ظمأها مسؤول حتى بكلمة..،،.
أنا سأحلّفكم هذه المرّة وسأصدقكم إن أجبتم.. ما دامت قريتي تشبه كل القرى: وفيها ناس ككل الناس.. لماذا عندما يعطش الإنسان في قريتي لا يشرب الماء ككل البشر..؟ ما حدا يقول لي: لأنه يشرب بيبسي بدل المَيّة..،،.
قريتي تعطش الآن.. أغيثوها وسط هذا اللهيب الحراري.. لأن الناس في قريتي: مثل كل الناس أيضاً: يعرفون أن الحكومة لا تسمع من ساكت.،،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور