كامل النصيراتاليوم سينطلق مليون ونصف مليون طالب أردني إلى مدارسهم: مدججين بالأدعية من الأمهات وبعضهم سيكون مدججاً بالسندويشات: حاملين معهم (شوالات) من الأحلام الكبيرة والصغيرة..،، والطلاب الذين يذهبون إلى مدارسهم اليوم هم في حالة (تثاؤب) وبعضهم في حالة نكد: وآخرون في حالة من (عد الأيام)..أما العصافير التي تدخل المدرسة لأول مرّة فهي تعتقد أنها تذهب للملاهي لقضاء أجمل الأوقات: وما درت هذه العصافير بأننا نرسلها كي تقدّم طلباً للتحوّل من حالة العصفور إلى حالة (النمر)..،،. نرسلهم للمدرسة كي يفكّوا الخط: ليصبح مطمحهم أن يصبح لهم خطّ غير قابل للفك..نرسلهم كي يقرأوا: فيقرأون كل شيء إلا أنفسهم..،،.
من اليوم: ستبدأ عذابات التجهيز لسنة دراسية قادمة..الاباء والأمهات في حالة عذاب وتذمّر: وأبناؤهم لا يدركون العذاب بل يستمرئون الإيغال بشتى صنوف الطلبات التي يعتبرونها ضرورية: فلا يقبلون بأية (علبة هندسة) لازم تكون من النوع الطقع..ولا يقبلون بأي (بوط رياضة) يجب أن يكون مكتوباً على مقدمته (سجل الهدف من هنا)..،، في المحصلة: لا يقبلون بأي شيء لأنهم يريدون كل شيء: وإللي خلفوهم لا يملكون شيئا إلا الدعاء وقدر الله..،،.
كان الله في عون الآباء والأمهات الذين يبكون سرّاً وعلانية لتأمين ما يمكن تأمينه من عذاب (مجانية التعليم)..وكان الله في عون مليون ونصف مليون طالب على أحلامهم التي يرونها أقرب من باب بيتهم ولم يدركوا بعد تعقيدات الحياة الجديدة..،،.
أقول هذا وأنا أستعيد ذاكرتي الأولى وأنا أقف على باب المدرسة طالباً في الصف الأول: شعري قريب من الصفر وبوطي بلاستك في لهيب الأغوار بلا جرابات وأحمل في داخلي طفلا يرى كل شيء بعين الغربة..،،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور