ذات يوم بعيد: وقفتُ مع نفسي وقفة جادة ، وسألتها سؤالاً كبيراً: ليش وَلَكْ ما تصير حرامي؟ الحرامية أحسن منك بإيش؟ شو ناقصك؟ طول وإلا عرض ، بس إنت جبان ، وَلَكْ تشجّع وصير حرامي: وإذا مش عشانك: عشان أولادك،.
وكدتُ أقتنع ، بل وتجهزتُ لذلك ولبستُ عدة الشغل ، وما كدتُ أنطلق حتى وجدتُ صديقاً قديماً في طريقي: وهات يا (لوك لوك لوك) ضاع الوقت وتأجلت (حرمنتي)،، ولكنني صممتُ على المضي قدماً لأبني مجداً في الحرمنة ، وجهزتُ نفسي هذه المرّة تماماً ولبستُ قناعاً على وجهي كي لا يوقفني أحد ، ومضيتُ ، وما كدتُ أصل حتى رنّ موبايلي: إنه رقم خاص ، كانت أنثى تعاكسني ومن رقة الكلام نسيتُ (رزقة الأولاد) وضاع الوقت،.
ولم أحبط ، بل زادت قناعتي بالفكرة ، لبستُ القناع وأطفأتُ تلفوني ، ومضيتُ ، وصلتُ للهدف ، الهدف الآن تحت ناظري ، اقتربتُ ، بل اقتربتُ أكثر ، ما أجمل الاقتراب ، أمسكتُ الهدف بيدي ، سمعتُ صافرة طويلة ، تلفّتُ ورائي ، قال لي صاحب الصافرة: هذا الهدف تسلل ، غير محسوب ، مرّة ثانية ما تعيدها ، وإلا أحكي لماما،.
حلفتُ لصاحب الصافرة ألف يمين بأني لن أعيدها ، ولم أعدها ، رغم أن صاحب الصافرة في وجهي كل يوم ، حتى أنا فاشل في أن أسرق من بيتي ومن مالي وحلالي ، خايف ابني يحكي للماما،.
بالله عليكم ، كيف يسرقون منا ، ولا يلبسون قناعاً ولا يطفئون موبايلاً وكيف ينجحون؟ يا ناس: أريد أن أصبح حرامي دون أن يضبطني أحد،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور