بعيداً عن صخب الحياة اليومي : وبعيداً عن الأرق الذي يحرم ( يوسف ومحمد و خالد و سلوى و عبير و منال ..وغيرهم ) من النوم المباشر : أهرب نحو المسرح الذي يقام يومياً في المركز الثقافي الأردني ..وأحدثكم عن خليل ..،، فاستمعوا للحكاية :
كان خليل دعاني قبل أشهر لحضور مسرحيته المشاركة في المهرجان ..وحضرتها ..وتهتُ في تفاصيل خليل التي يحرص عليها دائماً : علماً أنها مسرحية في المفهوم الشعبي ( ما إلها طعم ) رغم أنها كانت في فمي من أشهى المأكولات ..،، وغادرتُ بعد أن تناولتُ الوجبة بنهم وأنا أفكر كيف أكتب عن خليل وعن مسرحيته ..؟ ورن هاتفي وإذا بخليل على الخط وقال بالخط الرقعي الواضح : كيف شفت المسرحية ..؟ فأفضتُ وأستفضت ..فقال لي : خَلَصْ يا صديقي لقد وصلني رأيك ولي طلب عندك : أرجوك ألا تكتب عني ولا عن مسرحيتي ..،، ولما استنكرتُ ذلك وقلتُ له : خليل : رد عليّ يا خليل خليني أكتب وما عليك..قال لي وجهة نظر أخرستني : إن كتبت ضدي سيقولون هناك عداوة بيننا وإن كتبت معي سيقولون لأنه من جماعته ..ولا أريد الإحراج لك ولي ..،، ومن يومها و مقالة خليل ( واقفة غُصة في زوري ) ..،،
إلى أن جاءت مسرحيته الأخيرة ( سكان الكهف ) بتوقيع مدهش من نجم لم يأخذ حقه بعد ( أحمد العمري ) : وكان الحضور الأكثف ..ومضمون المسرحية التي تستطيع قراءتها بشتى الشفاه وتوصلك إلى معنى واحد هو ارتباط الانسان بمكان لا يخصه ولو كان كهفاً أو مسرحاً ولكنه في النهاية يختار الدفاع و الموت مع المكان ..لأن ساكن المكان هو أنا وأنت وأنتم الذين قد يقف إلى جانبنا ( وزير خارجية ألمانيا ) ولن يقف معك كلب في بلادك ..،،
وبعد كل هذا الابداع و التجلي على تفاصيل المقهورين التي جسدها خليل بفريقه المسرحي : يريدني أن أشاهد فقط ولا أبدي رأياً ..والله لا أفعل ..وسأقول بملء الفم : أفتخر بك و بمسرحك يا صديقي يا خليل..فلن يضيرك أن أكتب عنك وأنت تقدّم كل هذا السحر..،،ولن أُصغي إليك وأنت ترفض أن أكتب عنك لأنك فقط ( خليل نصيرات ) شريكي في العشيرة و الدم.. ولكنك تنسى أنك شريكي في الإبداع من قبلُ ومن بعد ..؟؟،،
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور