بين فترة و أخرى نقرأ عبارة (للكبار فقط ) و على الغالب يضعونها على ( فيلم عربي رديء ) فيه وقاحة يسمونها جرأة : وفيها إرهاصات مبعثرة يُصرّ أصحابها على انها (فكر)..
وضعتُ جُملة ( للكبار فقط ) على محرّك البحث في النت : و يا لهول النتائج التي خرجت أمامي..أفلام عربية أغلبها في السبعينيات والثمانينيات ..لنجوم عرب كبار : كنتُ أنا على الأقل أكنّ لهم احتراماً و أنظر لهم نظرة إبداع ..ولكنّ ما رأيته خلال اليومين المنصرمين يؤكد لي أن أغلب (الكبار) لجأوا إلى طريق الجسد والمراهقة المفرطة لكي يتزاحموا على فُتات ما يدفعه لهم المنتجون المشبوهون ..
أنا لا أصدّق أن الفنانة فلانة والتي أحبها الناس و دخلت بيوتهم عبر مسلسل خطير كـباب الحارة: لها تاريخ أسود من العُري غير المبرر و الأحضان والبوس الشبقي والذي لا يمت للفن والابداع بصلة..ولا أصدّق أن مئات الحالات الفنيّة التي نعتبرها اليوم قدوة وأصبحت قامات تُعطي مواعظ ومحاضرات كانت تتشلّح وتفقد هيبتها فقط لأن المنتج أراد ذلك باتفاق مع مخرج عدسته لا ترى غير الشفاه والصدور و البكيني ..
أما عبارة ( للكبار فقط ) فإنها أسخف تبرير يمكن أن نُخرج به هذا الانتاج إلى حيّز الابداع المزّيف ..فلا يوجد في عالم الفن و الأدب ما يمكن أن يكون مُخصّصاً لفئة دون أُخرى ..والدليل لم تخرج علينا عبارة (للرجال فقط ..أو للعواجيز فقط ..أو للمطلقات فقط ..أو حتّى للعميان فقط ) .. الفيلم و القصيدة و الرواية و كل ما يخرج للعامة هو كالقنبلة ..تنفجر ولا تفرّق بين كبير وصغير ..ولا بين ذكر وأنثى ..كلّنا تُصيبنا الشظايا ..وكل إرثنا الفني من الخمسينيات إلى الآن هو بين أيدي الجميع بكل إبداعه و عاره..
ليس للكبار فقط ..فبعد أن رأيتُ ما رأيتُ ..لم يعد هناك كبار ..
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور